ثم التف حول مصعب وقاتل المختار ثم خاف مصعب أن ينقلب عليه عبيد الله فحبسه وأطلقه بعد أيام بشفاعة من مذحج فحقدها عليه وخرج مغاضبا فوجه اليه مصعب رجال يراودونه على الطاعة ويعدونه بالولاية ، وأخرين يقاتلونه فرد اؤلئك وهزم هؤلاء واشتدت عزيمته ، وكان معه ثلثمائة مقاتل فامتلك تكريت وأغار على الكوفة. وأعيى مصعبا أمره ، ثم تفرق عنه جمعه بعد معركة ، وخاف أن يؤسر فألقى نفسه في الفرات فمات غريقا. وكان شاعرا فحلا ثابت الايمان قال لمعاوية يوما : ان عليا على الحق وأنت على الباطل وهذا يدل على صحة اعتقاده لا سيما ما أظهره من شدة ندمه وتحسره نظما ونثرا على تركه لنصرة الحسين (ع) ليفوز بجنات النعيم وطيبها.
ومن اخذه بالثأر مع المختار قالوا وتداخله من الندم شيء عظيم حتى كادت نفسه تفيض.
والرجل صحيح الاعتقاد سييء العمل ، وقد يرجى له النجاة بحسن عقيدته وبحنو الحسين عليه السلام وتعطفه عليه ، حيث أمره بالفرار من مكانه حتى لا يسمع الواعية ، فيكبه الله على وجهه في النار والله أعلم بحقيقة حاله. انتهى كلام السيد بحر العلوم رحمه الله .
وقال الشيخ نجم الدين من أحفاد ابن نما في رسالته ( ذوب النضار في شرح الثأر ): وكان عبيد الله بن الحر الجعفي من أشراف الكوفة ، وكان قد مشى اليه الحسين (ع) وندبه الى الخروج معه فلم يفعل ثم تداخله الندم حتى كادت نفسه تفيض ، فقال :
فيالك حسرة نادمت حيا
تردد بين حلقي والتراقي
पृष्ठ 96