والدعاء له بأجمل الدعاء وألطفه كما جاء من دعائهم للكميت ، ودعبل ، والحميري واضرابهم في تلك العصور التي كمت الافواه وغلت الايدي عن نصرة اهل البيت ولم يعد يجسر احد من الشعراء على المجاهرة بثراء الحسين عليه السلام لشدة الضغط الاموي الا الشاذ الذي ينظم البيت والبيتين ينطلق بهما لسانه ، وتندفع بهما عاطفته وكذا الحال في الدور العباسي.
مضى على الذكريات الحسينية ردح من الزمن وهي لاتقام الا تحت ستار الخفاء في زوايا البيوت وبتمام التحفظ والاتقاء حذار ان تشعر بهم السلطة الزمنية.
قال ابو الفرج الاصبهاني قي مقاتل الطالبيين : كانت الشعراء لاتقدم على رثاء الحسين عليه السلام مخافة من بني امية وخشية منهم.
وفي تاريخ ابن الاثير عندما اورد قصيدة اعشى همدان التي رثى بها التوابين الذين طلبوا بثار الحسين التي منها :
فساروا وهم مابين ملتمس التقى
وآخر مما جر بالامس تائب
قال : وهي مما يكتم في ذلك الزمان. (1)
وقال ابو الفرج في مقاتل الطالبيين : قد رثى الحسين بن علي (ع) جماعة من
पृष्ठ 22