चिकित्सक की शिष्टाचार पुस्तक
كتاب أدب الطبيب
शैलियों
ومثال ذلك أن طبيبا دخل إلى المريض، فوجده يسعل، ونفسه عليه ضيقا، وجس شريانه، فدل على أنه محموم. وقد كان معلوما عند الطبيب أن العلامات الخاصة بمرض ذات الجنب هى أربع، هذه الثلاث التى وجدها بهذا المريض، والرابعة هى نخس يجده المريض فى جنبه. ولأن النخس ليس يظهر للحس، ولا يجوز له أن يقطع على وجوده من جهة العلامات الثلاث المقدمة ذكرها — إذ كان هذا عرضا قد يعرض لغير ذات الجنب — فلذلك وجب ضرورة أن يسأل الطبيب ذلك المريض، هل يجد نخسا أم لا. فإن اجتمع وجود نخس الجنب، مع السعال، وضيق النفس، والحمى، فقد صح أن المرض ذات الجنب. فحينئذ ينبغى للطبيب أن يأخذ فى البحث عن السبب المحدث لهذا المرض، ليصح له أى شئ من أنواع ذات الجنب هو. وبعد ذلك يأخذ فى علاجه. وهذا المسلك ينبغى للطبيب أن يسلك فى تعرف سائر حالات الأبدان، ليثق الأصحاء، والمرضى، بتدبيره، ويستسلموا فى يديه.
وما ذكرناه، وإن كان بينا، فإن قول الجليل بقراط يزيده بيانا. قال بقراط: إنى أرى أنه من أفضل الأمور أن يستعمل سابق النظر. فقوله: «سابق النظر» يدخل تحت تقدمة المعرفة بجميع ما يحتاج إليه الطبيب فى أعمال الطب، وبتقدمة معرفته بذلك، يتبين فضله، وحذاقته. ولأن تقدمة المعرفة تعم ثلاثة أصول، وهى معرفة ما تقدم، ومعرفة ما هو حاضر، ومعرفة ما هو كائن، فلذلك قال بقراط أيضا فى المقالة الأولى من كتابه الذى عنونه بأبيديميا هذا القول، قال: وينبغى أن يخبر بما تقدم، ويعلم ما هو حاضر، وينذر بما هو كائن. قال: وينبغى أن يدرس هذه الأشياء! كما سنبين ذلك فى الباب الذى نصف فيه محنة الطبيب.
وبعد ما قدمته مما لابد للطبيب من علمه فى استخراج علم الحالات، فإنى أتبع ذلك بتعريف الطبيب المداخل، والمبدأ الذى منه ينبغى أن يبدأ فى تعرف الحالات. وأجمل الكلام فى تعرف حالات المرضى ليكون أبين، وأنفع، فأقول: إن بعد معرفة الظاهر من العلامات، والأعراض، للحواس، ينبغى للطبيب أن يجعل له مبدأ ثانيا، وهو ما يتشكاه المريض، أو ما يذكره من يخدمه من شكاويه، وأوجاعه، أو يتخد ذلك أصلا للمساءلة. ومتى لم يفعل ذلك، بقى مدهوشا، متحيرا، لأنه لا يدرى عما يسأل عنه.
पृष्ठ 104