चिकित्सक की शिष्टाचार पुस्तक
كتاب أدب الطبيب
शैलियों
وأما ما يجرى من فساد الأدوية بتعمد وقصد، فهو أعظم ضررا مما يجرى بغير قصد. وذلك أن من الصيادنة القليلى الأمانة ممن يخلط بالدواء العزيز المثمن دواء يشبهه قليل الثمن، كالذين يغشون الأفيون بدقيق الشعير وعصارة الخس، والمحمودة بالعنزروت، والزنجار بالملح، والكافور بالرخام، وبالأرز، وأشباه ذلك كثير.
ومنهم من يستحل أن يعطى بدل الدواء، دواء يشبهه فى المنظر، وإن ضاده فى الفعل، فيقتلون المرضى، كالذى أعطى من دق ورق الدفلى الإنسان الذى طلب منه شيئا، فقتل مريضه. وللدهاة، القليلى الدين منهم، حيل فى عمل أدوية تشبه أدوية، بضروب من الحيل، والتركيب، لا أحصيها، ولا يصلح ذكر ما نعرفه منها، لئلا يتعلمه الأشرار.
ولقد جاءنى بعضهم بطباشير، عرضه على، وقد كان باع منه لجماعة من الصيادنة، فتأملته، وشككت فيه. فلما ذقته، وجدته معمولا من الشب، وعرفت بالحيلة فيه. فتكلمت به، ومنعته من بيعه، وأنذرت من اشتراه بالفضة. ومن هذا النوع من يعمل القرنفل، والزعفران، والمسك، وأشباه هذه من أصناف العطر. فإذا استعمله الطبيب على سبيل الدواء ، دخل على المريض منه الضرر ما لا يدخل مثله من جهة العطر.
पृष्ठ 97