चिकित्सक की शिष्टाचार पुस्तक
كتاب أدب الطبيب
शैलियों
القول فى العادات
وللعادات أيضا قوة عظيمة فى حفظ الصحة على الأصحاء، وفى معالجة المرضى. وذلك أنه كما أن فى شخص نوع الإنسان آحادا قد اعتادوا استعمال الأشياء بمقادير، وفى أوقات بحالات بأعيانها، فألفوا تلك الأفعال، فصارت أمزجتهم تحتملها، وأبدانهم صحيحة عليها، متى انتقلوا عنها، تغيرت صحتهم، ومرضوا، واضطربت أبدانهم، كذلك قد يوجد أيضا من سكان البلدان الموضوعة فى الجهات المختلفة 〈آحاد〉 قد ألفوا واعتادوا أفعالا مختلفة، وأغذية مختلفة، وأشربة مختلفة، ومساكن مختلفة، وغير ذلك من الأشياء التى هى طبيعية ضرورية فى بقاء الأجسام، فضلا عما ليست بطبيعية. فصارت أجسامهم صحيحة على تلك العادات، وقد ألف بعضهم أخلاق بعض، ورضى بعضهم بأفعال بعض، على أن تلك الأفعال والأخلاق عند أصناف أخر من الناس غير محمودة، ولا مرضية.
ومثال ذلك أن فى أجساد الناس من قد اعتاد أكل خبز الشعير، والمواظبة على أكل الألبان والأجبان، وكذلك تجد قوما قد ألفوا شرب الكثير من الخمر صرفا، وعلى أن أمزجتهم حارة، فتحتمله أبدانهم، ويوافق صحتهم. ونحن نشاهد أيضا ممن أمزجتهم هذه الأمزجة الحارة لا يقدرون على شرب ذلك المقدار من الخمر والأدوية بكثير، وليس ذلك إلا للعادة! وكذلك نجد قوما قد رتبوا منذ صباهم فى الصنائع الشاقة، والصعبة المرام، وأجسامهم مع ذلك نحيفة ضعيفة، وهى تحتمل ذلك الكد والتعب على تواتره، وتتابعه عليهم. وتجد أجساما، هى أعبل وأقوى كثيرا من تلك، لا تصبر على تلك الأعمال، لأنها لم تعتدها. ألا ترى أن الأبدان التى قد اعتاد أصحابها أخذ أغذيتهم بمقدار ما، متى ازدادوا من الغذاء زيادة على ذلك المقدار، ضرهم ذلك. وكذلك القول فيمن اعتاد أن يأكل مرة، فأكل مرتين، 〈في〉ناله 〈من〉 الضرر ما يمرضه.
وقد قال بقراط فى هذا المعنى أقاويل كثيرة، أنا أحضر منها قولين، أحدهما مثال لتغاير العادات للأشخاص، والآخر هو قول أعم، ومثال لحال الأمم المختلفة التى قد اعتادت أشياء، وألفتها، فصارت لها كالطبيعة، لا يصلح أن ينتقل عنها. فأما القول الذى ينبغى أن يتعلم منه حال عادات الأشخاص، فهو هذا:
पृष्ठ 63