चिकित्सक की शिष्टाचार पुस्तक
كتاب أدب الطبيب
शैलियों
وخروج ما يبرز من البدن عن الأمر الطبيعى هو على ضربين: إما أن يكون ما يبرز من البدن أكثر مما ينبغى، أو أقل. فإن كان أكثر، وجب عليه قطعه، ومنعه، وإن كان أقل، وجب عليه إسهاله، ودفعه. ولن يقدر الطبيب أن يأتى فى ذلك الأمر المستقيم، إلا بعد أن يعلم لم احتبس ما كان من عادة الطبع دفعه، ولم اندفع ما لم تجر عادة الطبع بدفعه. ومثال ذلك البراز، والبول. فإن نوعيهما، وما ماثلهما من فضلات الجسم، من شأن الطبع أن يدفعها عن الجسم، ويخرجها فى أوقات معلومة، بمقادير مناسبة لما يرد إلى البدن من الأغذية، وبكيفيات متشابهة، هذا إذا كان البدن صحيحا، والتدبير موافقا. فأما ما لم يجعل له الطبع استفراغا بنوعه بتة، فالدم من الذكور، ولو قيل من الأناث أيضا، لكان قول حق، إذ الحيض المنبعث من الأناث ذوات الحيض، إنما هو فضل من فضول الدم والبدن.
ولا يمكن أيضا الطبيب أن يستعمل الأمر الواجب فى الاستفراغ، والاحتباس، دون أن يعلم الأشياء التى يكون بها الدفع، والحبس. فإنه، وإن علم مثلا أن البراز قد احتبس لكيفيته هو فى نفسه مثلا — أعنى ليبسه، أو لغير ذلك من الكيفيات المانعة له من الخروج، أو لأن القوة الدافعة قد ضعفت عن دفعه، أو لأن مانعا ما قد سد طريقه ومنفذه، كورم قد عرض فى بعض الأمعاء — فإن علمه بذلك، وأمثاله، لا يغنيه فى استفراغ ما قد اعتقل، دون أن يعلم بأى شئ ينبغى أن يكون الاستفراغ. وكالذى قلناه فيما احتبس، فكذلك ينبغى أن تفهمه أيضا فيما استفرغ. وإنما ذكرت هذه النكت فى هذا الباب، لتكون منبهة لك، أيها الطبيب، وحاثة، حتى تعرف أصولها، وفروعها، من الكتب التى وضعها قدماء الأطباء فى ذلك.
فإن بقراط قد ذكر جملا من أمر الاستفراغ، وحالاته، واجب علمها على من عنى بحفظ صحة الأصحاء، وبمعالجة المرضى. منها قوله هذا، قال بقراط أيضا: إن كان ما يستفرغ من البدن عند استطلاق البطن والقئ اللذين يكونان طوعا من النوع الذى ينبغى أن ينقى منه البدن، نفع ذلك، وسهل احتماله. وإن لم يكن كذلك، كان الأمر على الضد. وكذلك خلاء العروق، فإنها إن خلت من النوع الذى ينبغى أن تخلو منه، نفع وسهل احتماله، وإن لم يكن كذلك، كان الأمر على الضد.
قال بقراط أيضا فى المقالة الرابعة من هذا الكتاب، أعنى كتابه فى الفصول: إنما ينبغى أن يسقى من الدواء ما يستفرغ من البدن من النوع الذى إذا استفرغ من تلقاء نفسه، نفع استفراغه، فأما ما كان استفراغه على خلاف ذلك، فينبغى أن يقطعه.
وكما أنك، أيها الطبيب، مضطر عند استفراغك لفضلات أخلاط البدن، وفضوله، إلى النظر فى مزاج البدن، وسحنة ذلك الإنسان، وسنه، وعاداته، وصنعته، والزمان الحاضر، وحال الهواء، وحال البلد، فكذلك يجب أن تنظر أيضا فى هذه الأشياء يوما فيوما عند قصدك استفراغ ما قد احتبس من فضلات أغذية البدن عضوا عضوا من أعضائه.
पृष्ठ 51