चिकित्सक की शिष्टाचार पुस्तक
كتاب أدب الطبيب
शैलियों
وأما فروع المسألة الرابعة، — وهى معرفة كميات الفصد — فهى كثيرة جدا. لتعلق هذه الفروع بجميع المسائل المقدم ذكرها. ولئلا يطول هذا الكتاب، والباب، نحن نذكر منها جملا تغنى معرفتها عن إحضار الكل، لأن من علم أجوبة ما نحضره من المسائل الآن، وقام بشرحها، علم بذلك منه، أنه يقوم بفروعها. وأول هذه المسائل التى ينبغى أن يسأل عنها الفاصد، العالم بصنعة الفصد بالحقيقة، هى هذه المسألة: لم احتيج إلى الفصد فى صناعة الطب؟ ثم: لم صار الفصد مخصوصا بعروق وشرايين دون أخر؟ ولم صار علم العشرة أشياء، المقدم ذكرها، ضروريا فى استعمال الفصد؟ ولم أمر القدماء بإخراج الدم فى بعض الناس من أعلى البدن، وفى بعضها من أسفله، وفى بعضهم من ناحية اليسار، وفى بعضهم من ناحية اليمين؟ ثم لم صارت العروق النوابض التى فى الرأس، دون التى فى البدن، تفصد، وهى عرق اليافوخ، وعرق الجبهة، وعرقا الصدغين، وعرقا المأقين، وعرق الأرنبة، وعرقا الشفة السفلى، وعرقا الشفة العليا، وعرقا اللسان، وعرقا الوداجين.
ومما يبين به فضل الفاصد، هو أن يعلم لم صار فصد هذه العروق يشفى من أمراض بأعيانها، وما هى 〈تلك〉 الأمراض؟ ولم صار الخطأ — إذا وقع بها — أحدث مضارا مختلفة، وأمراضا متباينة، كالذى يحدث من الخطأ فى فصد عرق الجبهة، فإنه يحدث تارة دورانا، وتارة شقيقة، وتارة غشاوة البصر، وضعف الأجفان، وتارة الصمم؟
ومثل ذلك نجد — إذا وقعت ضربة الفاصد لعرقى الصدغين فى غير موضعها — من الأمراض المختلفة. فإنه إن أصاب الحديد العصب، بطلت بذلك حركة الشفتين، وإن أصاب العظم، أورث ورم الوجه، وإن أصاب الليف، أضر ذلك بالسمع، فإن أصاب العضل، أحدث الخدر، وقلة الصياح.
पृष्ठ 146