चिकित्सक की शिष्टाचार पुस्तक

इशाक बिन अली अल-रूहावी d. 300 AH
129

चिकित्सक की शिष्टाचार पुस्तक

كتاب أدب الطبيب

शैलियों

ومن طرائف ما يجرى على الأطباء من العامة الجهال، مع كثرتها، وامتناع إحصائها، ما حكاه لى من أثق بقوله، أنه جرى بالموصل لرجل من المياسير مع طبيب كان له، وقال: أصلح له طبيبه شربة مطبوخة، ووجه بها إليه فى قدح مسدود، وتقدم إليه أن يشربها نصف الليل، ولا يتحرك بعد شربها، بل ينضجع على فراشه. فتقدم إلى جاريته أن تضع القدح فى كوة فى البيت الذى هو نائم فيه، ليقوم نصف الليل، ويشرب الدواء. فاتفق أنه قام، وتشاغل، ونسى أن يشربها، وعاد إلى نومه، وأصبح وهو يظن أنه قد شربها. فلما أضحى النهار، ولم يقم شئ، وجه إلى الطبيب: إن الشربة لم تعمل شيئا، فما الذى تراه؟ فأمر بالمشى، والانتظار. فلما انتصف النهار، جاءه الطبيب، فوجده عاتبا عليه، ويقول: إنك قد قصرت فى إصلاح الشربة! فحلف له الطبيب، أنه لم يقصر فيها، 〈وقال〉: ولكن ادفعوا إلى الغلام القدح لأوجه فيه ما يحرك فعل الدواء! فلما طلبوا القدح، وجدوه والشربة فيه بحالها. فقال: أنسيت 〈أن〉 تشربها؟!

فهذه الأشياء، وأمثالها، مما تدل على قلة التحصيل، وهى توجب على الطبيب التوقى، والتحرز. ولذلك ذكرناها هاهنا. فيجب أن يتأدب بها، وبأمثالها، عقلاء الأطباء، ولا يستهينوا بها.

पृष्ठ 136