चिकित्सक की शिष्टाचार पुस्तक
كتاب أدب الطبيب
शैलियों
ويتبع ذلك أيضا أمر، هو أشهر، وأبين لهم، مما يختبرون به الأطباء، وذلك بأن يفتقدوا ما يحكيه الثقات عن ذلك الطبيب، فى كثرة من عوفى على يديه، وحسن الثناء عليه. فإن فى ذلك ما دل على سعادته فى نفسه، وبركته على المرضى، وعلمه بما يعمله. وإذا بان ذلك بعد الزمان الطويل، فقد وجب ألا يخالف ذلك الطبيب، ولأجل ما يقع من الأغلوطات، وسوء الفهم، والتحصيل، من المرضى، ومن يخدمهم، فيهلك بذلك المرضى، فلذلك يجب أن يحترز الكل من ذلك، أعنى الطبيب، والمشاور له.
ولأن فى ذكر ما شاهدناه من ذلك، دلائل على صدق ما قلناه، وفيه أيضا تنبيه إلى الصواب، وتحذير من الخطأ، فلذلك أنا أذكر من ذلك عيونا. فمن ذلك أننى شاهدت طبيبا، بمدينة حلب، حاذقا بالطب، وقد أشار على مريض، بكبده مرض، أن يأخذ دانق راوند مع ماء الرازينج الرطب، وسكنجبين. فاشتبه على خادم المريض اسم الراوند، فظنه زراوند، فاشترى بدانق زراوند، وأعطاه للمريض كرها، فمات آخر النهار، لأن كان مقدار ما سقاه كثيرا. فلما بحث عن ذلك الغلط، برئ منه الطبيب، والرسول، والصيدنانى، لأنه جرى بغير قصد، وهلك الرجل. وكذلك رأيت من غلط فى الأسم، بين أفيون وأفتيمون، وأمثال ذلك كثيرة.
فلأجل ذلك ينبغى أن يكون الطبيب شديد التفقد، لتحصيل المريض، أو من يخدمه، إذا كان يريد أن يلزمه القبول منه، وألا يخالفه، ليصح الأمر، ويخلص. وكذلك أقول أيضا لمن يريد الطاعة للطبيب: إنه يلزمه أن يفتقد تحصيل الطبيب، لأن الرغبة، والرهبة قد تغيرانه. وأيضا: هل الطبيب آخذ نفسه بالقبول من أفاضل صناعته، وملتزم واجباته، ومنته عما ينهى عنه؟ فإن وجده كذلك، فليطعه، ويسلم نفسه، وجسمه فى يديه. وإن وجده يأمر بما لا يفعله، فلست أشير عليه بالاستسلام إليه، ولا بالطاعة له، إذ كره طاعة الحق، وأطاع لذاته وهواه، فلذلك سقطت طاعته.
ومن الوصايا التى ينبغى أن يتحفظها، ويعمل بها، من وثق بطبيب، واعتمد على عمله: 〈أنه〉 لا يجوز أن يشاور طبيبا غيره سرا، لأنه لا يخلو الطبيبان من أن يكونا فى صناعتهما بمنزلة واحدة، أو أحدهما أفضل من الآخر. فإن اعتمد على الأدون، فقد أخطأ، إذ ترك الاعتماد على الأفضل، وإن اعتمد عليه، ثم أراد رأيا مع رأيه، ممن هو دونه، فذلك أشنع، وأقبح، إذ جعل الناقص عيارا للتمام.
पृष्ठ 111