शाफ़ीई के आदाब और उनके मनाकिब

Ibn Abi Hatim d. 327 AH
104

शाफ़ीई के आदाब और उनके मनाकिब

آداب الشافعي ومناقبه

अन्वेषक

عبد الغني عبد الخالق

प्रकाशक

دار الكتب العلمية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

प्रकाशक स्थान

بيروت - لبنان

قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، تَرَكْتَ َقوْلَكَ، وَقَالَ أَصْحَابُهُ: تَرَكْتَ قَوْلَكَ. فَقُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ اللَّوْحُ لَوْحَ نَفْسِهِ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَنْزِعَ ذَلِكَ اللَّوْحَ مِنَ السَّفِينَةِ، حَالَ كَوْنِهَا فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ، أَمُبَاحٌ ذَلِكَ لَهُ؟ أَمْ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ؟ قَالَ: مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ. قَالَ: وَكَيْفَ يَصْنَعُ صَاحِبُ السَّفِينَةِ؟ قُلْتُ: آمُرُهُ أَنْ يُقَرِّبَ سَفِينَتَهُ إِلَى أَقْرَبِ الْمَرَاسِي إِلَيْهِ، مَرْسَى لا يَهْلِكُ فِيهِ هُوَ وَلا أَصْحَابُهُ، ثُمَّ أَنْزِعُ اللَّوْحَ، وَأَدْفَعُهُ إِلَى صَاحِبِهِ، وَأَقُولُ لَهُ: أَصْلِحْ سَفِينَتَكَ وَاذْهَبْ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، فِيمَا يَحْتَجُّ بِهِ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لا ضَرَرَ، وَلا إِضْرَارَ؟ !» . قُلْتُ: هُوَ أَضَرَّ بِنَفْسِهِ، لَمْ يُضِرَّ بِهِ أَحَدٌ. ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ اغْتَصَبَ مِنْ رَجُلٍ جَارِيَةً، فَأَوْلَدَهَا عَشَرَةً، كُلُّهُمْ قَدْ قَرَءُوا الْقُرْآنُ، وَخَطَبُوا عَلَى الْمَنَابِرِ، وَقَضَوْا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، فَثَبَّتَ صَاحِبُ الْجَارِيَةِ بِشَاهِدَيْنِ عَدْلَيْنِ أَنَّ هَذَا اغْتَصَبَهُ هَذِهِ الْجَارِيَةَ، وَأَوْلَدَهَا هَؤُلاءِ الأَوْلادَ، فَنَشَدْتُكَ اللَّهَ، مَا كُنْتَ تَحْكُمُ؟ . قَالَ: كُنْتُ أَحْكُمُ بِأَوْلادِهِ، رَقِيقًا لِصَاحِبِ الْجَارِيَةِ، وَأَرُدُّ الْجَارِيَةَ عَلَيْهِ. فَقُلْتُ: رَحِمَكَ اللَّهُ، أَيُّهُمَا أَعْظَمُ ضَرَرًا: أَنْ رَدَدْتَ أَوْلادَهُ رَقِيقًا؟ أَوْ أَنْ قَلَعْتَ عَنِ السَّاجَةِ؟ فِي مَسَائِلَ نَحْوِ هَذِهِ

1 / 122