============================================================
وهذا عندي من أهم الأشياء (وأخسنها)(1) فكم من ذي خطر يدخل على الحاكم قاصدا الحكومة ، لا يشعر الحاكم به، فيكرمه بقيام وإجلاس إلى جانبه وبسط معه ، ظنا منه أنه جاءه لزيارة، أو أداه شهادة ، وإذا الخصم قد دخل وراءه، ويكون إدلاله بمنزلته أوجب له الدخول على الحاكم قبل خصه، والنفوس مسيئة تحمل أربابها على التقدم وحب الرياسة والغلبة ، وإن كان فيه هلاكها عند الله (تعالى)(2). ولا دافع لهذا المحذور عن الحاكم إلا سبق عليه بصفة جيئه ، ولا طريق له إلا إعلام البواب أو الحاجب ، فكان هذا من أحب الأمور المختارة للحاكم : نعم يشترط في البواب أن يكون ثقة أمينا عفيفا نزها .
( الحاجب: 39 - الرابع : قال الشافعي رضي الله عنه : ينبغي للحاكم أن لا يتخذ حاجبة4)، ومن أصحابنا من قال : هذا في حال سكون الناس ، وخيرهم ، واجتماعهم على التقوى ، فأما إذا كثر الهرج والسفهاء، واستطال الأغنياء، استحب له أن يتخذ حاجبا.
وقال القاضي أبو الطيب الطبري : يستحب له أن يتخذ حاجبا يقوم على رأسه إذا قعد للقضاء، ليقدم الخصوم ويؤخرهم قلت : هذا هو الصحيح(1)، ولا سيما في زمننا هذا، مع فساد العوام، (1) اللفظ من نسخة ف ، وفي الأصل : وأحبها (2) اللفظ زيادة من نخةف (2) الام : 201/6، وانظر : ختصر المزني : 5 / 241 ، شرح القزي على متن آبي شجساع : 259/2 ، آبب القاضي، الماوردى : 199/1.
(4) قال الشيرازي في (المهذب : 2a / 2) : " ولا يكره للإمام أن يتخذ حاجبا، لأن يرفا كان حاجب عر، والحسن البصري كان حاجب عثان، وقنبر كان حاجب علي عليه السلام ..."، وانظر: حاشية الباجوري : 5/2، حاشية الشرقاوي على شرح التحرير: 412/2 .
10
पृष्ठ 106