والحسد، لأن ذلك إنما كان أصله من تعظيمه الدنيا، وحلاوتها في قلبه، وحبه لها؛ وكان سبب نجاته من هذه آفات برحمة الله رياضته هذه النفس، بمنع الشهوات منها.
وهذا في الآثار موجود قائم عن السلف، قد سارت به الركبان، من غير وجه؛ حدثنا محمد بن سهل، قال: حدثنا عمر بن منصور القيسي قال: حدثنا عبد الواحد بن زيد، عن الحسن، قال قال رسول الله ﷺ لأصحابه ذات يوم: (ماذا تقولون في صاحب إذا أنتم أكرمتموه ورحمتموه وأطعمتموه وسقيتموه، دعاكم إلى شر غاية؛ وإذا أنتم أهنتموه وأعريتموه وأجعتموه وأعطشتموه وأتعبتموه، دعاكم إلى خير غاية؟ قالوا: يا رسول الله، هذا شر صاحب في الأرض. قال: إي والذي بعثني بالحق، هي أنفسكم التي بين جنوبكم).
1 / 66