واجتمع حكماء العرب والعجم على أربع كلمات، وهي: لا تحمل نفسك ما لا تطيق، ولا تعمل عملا لا ينفعك، ولا تغتر بامرأة وإن عفت، ولا تثق بمال وإن كثر.
وأربع كلمات صدرت عن أربع ملوك كأنما رميت عن قوس واحدة: قال كسرى: لم أندم على ما لم أقل. وقد ندمت على ما قلت.
وقال قيصر: أنا على رد ما لم أقل، أقدر مني على رد ما قلت.
وقال ملك الصين: إذا تكلمت بالكلمة ملكتني، وإذا لم أتكلم بها ملكتها.
وقال ملك الهند: عجبت ممن يتكلم بالكلمة إن رفعت عنه ضرته، وإن تركت لم تنفعه.
وقال بعضهم: أبذل أربعة لأربعة: لصديقك مالك، ولعدوك عدلك، ولمعرفتك رفدك، وللعامة بشرك.
وقال آخر: أربعة أشياء تسرع إلى العقل بالفساد: الكفاية التامة، والتعظيم الدائم، وإهمال الفكر، والأنفة من التعلم.
وقال آخر: إذا حسنت حال الرجل ابتلي بأربعة: مولاه القديم ينتفي منه، وامرأته يتسرى عليها، وداره يهدمها ويبني غيرها، ودابته يستبدل بها.
وقال آخر: أربعة لا ينبغي لأحد أن يأنف منهن وإن كان شريفا: قيامه في مجلسه لأبيه، وخدمته لضيفه، وقيامه على فرسه، وإكرامه لأهل العلم.
وقال بعض الحكماء: من استطاع أن يمنع نفسه من أربع فهو خليق أن لا ينزل به المكروه: العجلة، واللجاج، والتواني، والعجب.
وقال آخر: أربعة تشتد معاشرتهم: الرجل المتواني، والغني العالم، والفرس المرح، والملك الشديد الملكة.
وقال المأمون الناس بين أربع طبقات إمارة، وتجارة، وصناعة، وزارعة. فمن لم يكن من هؤلاء كان كلا علينا.
وقال آخر: السعادة أربع: تأتي المطلوبات، وسلامة الخلقة، وجودة العقل، ومحبة الناس.
وقال آخر: أربعة من علامات الكرم: بذل الندى، وكف الأذى، وتعجيل الثواب، وتأخير العقاب.
وقال آخر: ينبغي أن تكون المرأة دون الرجل بأربعة أشياء: السن، والطول، والمال، والحسب.
وقال آخر: أربعة أشياء تسرع انحلال النفس: تجرع المغايظ. وقصور الغادات، ورد النصائح، وتضاحك ذوي البخوت بذي العقول.
فصل خمسة
قال رسول الله ﷺ: "خمس من كن فيه كن عليه. قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: النكث، والمكر، والبغي، والخداع، والظلم. فأما النكث. فقال الله تعالى: " فمن نكث فإنما ينكث على نفسه" وأما المكر. فقال الله تعالى: "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله". وأما البغي. فقال الله تعالى: " يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم". وأما الخداع. فقال الله تعالى: "يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم". وأما الظلم فقال الله تعالى: "وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون".
وقال ﵊: "خمسة من خمسة محال: الحرمة من الفاسق محال، والكبر من الفقير محال، والنصيحة من العدو محال، والمحبة من الحسود محال، والوفاء من النساء محال".
وقال ﵊: "اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك".
وقال علي كرم الله وجهه أوصيكم بخمس لو ضربتم إليها آباط الإبل لكان قليلا
لا يرجون أحدكم إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه، ولا يستحي إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم، وإذا لم يعلم أن يتعلم. واعلموا أن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد؛ فإذا قطع الرأس، ذهب الجسد.
وقال آخر: من كرم المرء خمس خصال: ملكه للسانه؛ وإقباله على شأنه، وبكاؤه على ما مضى من زمانه؛ وحنينه إلى وطنه، وحفظه لقديم إخوانه.
وقال جعفر الصادق ﵁: إن خير العباد من يجتمع فيه خمس خصال: إذا أحسن استبشر، وإذا أساء استغفر، وإذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا ظلم غفر.
وقال بعض الحكماء: خمسة أشياء تتولد من خمسة: حسن الصمت من العبادة، وحسن الجلسة من الرياسة، وحسن الاستماع من العلم، وحسن الخلق من الكرم، وحسن الجوار من الحلم.
وقال آخر: لا يكون الإنسان عالما حتى تجتمع فيه خمسة أشياء: غريزة محتملة للتعلم، وعناية تامة، وكفاية معينة، واستنباط لطيف، ومعلم ناصح.
وقال آخر؛ ينبغي للعاقل أن يكون من خمسة على حذر: الكريم إذا أهانه، واللئيم إذا أكرمه، والعاقل إذا أحرجه، والأحمق إذا مازحه، والفاجر إذا عاشره.
1 / 14