============================================================
عما كان مألوفا في عصره من مناهج الكتب، أو المؤلفات، وهله تكون ناحية ايداعية تحسب له، ومكن ارجاعها- كما سبق آن أوضحت- إلى معايشته وخدمته فى بلاط سيف الدولة، ثم إلى ما منحه الله من عين تلتقط ما تقع عليه، وتنسقه فى الموضع اللائق به، وإلى عقل سليم يضع
النظير إلى نظيره، وإلى عاطفة رقيقة شاعرة تقبل ما عمكن قبوله، وترفض ما جب رفضه ولم ينس كشاجم شاعريته فى هذا الكتاب ، فهو يذكر لنا من أشعاره الشىء الكثير بجوار ما قيل فى الموضوع من أشعار لشعراء آخرين، وقد يكون شعره فى مجال لم يذكر فيه شعر لأحد السابقين عليه .
وقد أتى الكتاب فى ثلاثة عشر بابا موزعة كالآتى: الأول : باب مدح النديم وذكر فضائله وذم المتفرد بشرب التبيذ: وفيه يتحدث عن سبب تسمية الندم مهذا الاسم، وتوضيح مكانته، ثم ذكر ما قيل فى النبيذ والخمر، وذكر مجموعة ممن اشتهروا بمعاقرة الخمر ثم حرموها على أنفسهم، سواء فى الجاهلية أو الإسلام.
الثانى : باب أخلاق النديم وصفاته وفيه يبين آن ندم الملوك لابد أن يكون على صفات خاصة به؛ حى لا مله الملك، أو يسقط من عينه، وسيرى القارىء أن فى هذا الباب أشياء لا يمكن للنفس السوية قبولها ، لأنها تدخل فى مجال النفاق.
للثالث : باب التداعى للمنادمة ويتحدث فيه عما بجب على المضيف نحو ضيفه، وأنه لا يضح أن يتكلف فوق طاقته ؛ لأنه إن فعل ذلك يدخل فى مجال تصنع الكرم :
पृष्ठ 42