(¬2) - التبكيت: الغلبة بالحجة . ( النامي ) وربما تتبع نفس المتعلم من بعد عنه من العلماء استهانة بمن قرب منه، وطلب ما صعب احتقارا لما سهل عليه فلا يدرك محبوبا ولا يظفر بطائل .
وينبغي للمتعلم أن يكون في طلب العلم راغبا في ثواب الله راهبا من عقابه. فإذا اجتمعت فيه الرغبة في ثواب الله، والرهبة من عقابه أدياه إلى كنه حقيقة العلم وحقيقة الزهد، فإذا اقترن العلم والزهد فقد تمت السعادة وعمت الفضيلة، وإن افترقا فيا ويح مفترقين ما أضر افتراقهما وأقبح انفرادهما .
9-ينبغي لطالب العلم ألا يقصر في طلب وينتهز الفرصة ولا يشتغل بالفراغ فإنه من الفراغ تكون الصبوة .
وينبغي له أن يبتدئ العلم من أوله ويأتيه من مدخله، ولا يتشاغل بطلب ما لا يضر جهله فيمنعه ذلك من إدراك ما لا يسع جهله، فإن لكل علم فضولا مشغلة إن صرف إليها نفسه قطعته عما هو أهم منها .
وينبغي ألا يغفل في الصغر عن التعلم لأنه أحمد من التعلم في الكبر .
ولكن تعلم الكبير أوجب لأن الأولى به أن يكون شيخا متعلما لا شيخا جاهلا؛ لأن الصغير أعذر وإن لم يكن في الجهل عذر .
وينبغي للمتعلم أن يشعر قلبه الصبر على معاناة الحفظ، ولا يستثقل الدرس والحفظ ويتكل بعد فهم المعاني على الرجوع إلى الكتب والمطالعة فيها عند الحاجة إليها . (¬1)
ومع هذا فلا ينبغي للمتعلم أن يعتمد على حفظه وتصوره ويغفل عن تقييد العلم في الكتب فإن هذا منه خطأ وغلط؛ لأن التشكيك معترض، والنسيان طارئ .
10-بعض الشروط التي يتوفر بها علم الطالب بعد عون الله تعالى وحسن توفيقه وهي:
-الذكاء الذي به يستقر حفظ ما تصوره، وفهم ما علمه، فإذا حفظ علمه بعد الفهم استقر وأنس، وإذا ذاكر به بعد القرار رسا وثبت . (¬2)
¬__________
(¬1) - قيل: حرف في قلبك خير من ألف في كتبك .
(¬2) - قيل: من أكثر المذاكرة بالعلم لم ينس ما علم، واستفاد ما لم يعلم .
पृष्ठ 5