============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف الربويية، فامتحنها الله بسجود الملائكة لها، فازدادت النفس طغيانا وظنت آنها أهل لذلك، فمن ذلك كلما استعبد الله عز وجل خلقه من ذكره ومدحه تزيد النفوس من 3 البرية استعنادها، فهذا بده آمرها، وهي حقيقة ما قال : فمذ خلقتها أظهرت لي المعاداة.
وللصوفية في النفوس علوم يختلف فيها وأحكام يفترق في أصولها، ويقال : النفس 6 ثلاثة، نفس أمارة ونفس لوامة ونفس مطمئنة، وحقيقة نفس النفس لا تدرك بالوصف لآن ذاتية النفس في الهيكل كذاتية الروح فيه ، ويقال : إن ذاتية النفس الهوى والهوى في النفس كالريح (22) الهابة أو كالروح الحارة.
وأشارت الصوفية في معارفها إلى حقيقة النفوس التي خالفت الحق، وقد قال سهل بن عبد الله: أوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام : يا موسى ما خلقت خلقا ينازعني في ملكي غير النفس، فإن أردت رضاي فخالفها ، فإن النفس كالظل الذي لا يبقى 12 عليك إن أنت تبعته، وإن رجعت عن هواها تبعتك كما أنت إذا رجعت عن ظل تبعك، والتابع لنفسه كالتابع لظله لا يدركه ما دام قائما شخصه، وفي هذا إشارة لأهل الفطنة، وهو موضع الرمز لا موضع الشرح ، والله يسمع من يشاء ويمنح الدرك لمن يزهد 15 في اختياره وتركه.
وللنفس أخلاق خفية وأخلاق تظهر عند الغلبات، والخفية منها لأهل الخفي وبالخفي تعرف خفيات النفوس وخباياتها، والظاهر منها هيجان الغضب والنطق 18 بالأنانية، وذلك ما أظهره الله عز وجل من إبليس حيث قال : { أنا خير منه فأما الغضب فوضع خلق الجبروت، وهو الظاهر من أخلاق النفوس، وفي أول إبرازه نسيان الحق والقيام بأخلاق الربويية، وقد قال بعض العارفين : ما من نفس خلقها الله عز 21 وجل إلا ودعوى الربوبية في ضميرها، ولكن فضل الله ومنته وعزيز هدايته ونور سلطانه يمنعها عن القيام بها ، وما نطق بها غير فرعون حيث قال: أنا ريكم الأغلى}، فالنفوس كلها واحدة في الجيلة، وفضل الله عز وجل واصطفاؤه واختصاصه يمنع 24 النفوس عن أخلاقها، فإذا غضبت النفس فاشهذ إضمارها، فإنها تقوم مقام الأرباب 1) نفس النفس: نفس النقيس ص) خالفت: خالف ص 13) قائما: قائم ص 17) خباياتها : كذا، والصحيح : خباياها 18) القرآن الكريم 12/7 22) القرآن الكريم 24/79 .
ن بن ..
पृष्ठ 20