حدثنا بذلك إبراهيم بن المدبر، وهذا رأي لم يكن القدماء يرونه، بل كانوا يخاطبون الخلفاء بالتفدية فضلًا عن الوزراء.
وحدثني محمد بن يزيد المبرد قال: سأل المأمون أبا محمد يحيى بن المبارك عن شيء فقال له: " لا، وجعلني الله فداءك يا أمير المؤمنين "، فقال: لله درك ما وضعت واوًا قط موضعًا أحسن من موضعها في لفظك. ووصله وجمله.
قال: وهذا لفضل أدب المأمون، علم أن الفدية من أخلص الدعاء، والطف التوسل، وأن غاية موجود الإنسان، وأنفس ذخائره نفسه، جلت أم قلت. وقد قرئ في الكتاب خير الأولين والآخرين، وأجلهم قدرًا، وأعظمهم خطرًا، محمد ﷺ قال له بن ثابت في جوابه لأبي سفيان بن حرب:
هجوت محمدًا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولست له بند ... فشركما لخيركما الفداء