आदाब दुआ
آداب الدعاء المسمى أدب المرتعى في علم الدعا
शैलियों
ومنه قصة الشيخ أبي عمر -رحمه الله- قال: أتيت ليلة -وأنا فيما بين النائم واليقظان-، فألهمت دعاء، ثم انتبهت سحرا، فدعوت بسراج ودواة وقرطاس، فأثبته كيلا أنساه، وهو هذا: اللهم أمتني طاهرا من الأقذار والأنجاس، مخلصا، من الذنوب والمظالم، سليما من الذنوب والمعاصي، بريئا من الشك والشرك والنفاق، حسن الظن بك، راجيا رحمتك، خائفا من ذنوبي وسيئاتي، ناطقا بشهادة ألا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، أنطق بها عند الموت لساني، واجعلها آخر كلامي، وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، مشروح الصدر بالإسلام، منور القلب بالقرآن، مبشرا بروح وريحان، ورب غير غضبان، راضيا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا ونبيا، مؤمنا بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والبعث، والنشور، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، مستشهدا في سبيلك، مراق الدم فيك، وفي رسولك، محبا للقائك، مبيض الوجه ببشرى رسلك، آمنا من الفزع الأكبر، غير خائف ولا حزين، ولا قائلا: {رب ارجعون}، مناولا كتابي باليمين، مرفوع الكتاب في عليين، ثقيل الميزان بالحسنات، مغفورة لي جميع السيئات، رطب اللسان بذكرك، ناطقا بحمدك، وشكرك، خفيف الظهر من المظالم والتبعات، نقي الكف من الغصوب والظلامات، خالي البطن من الحرام والشبهات، مبشرا ببشارة الصابرين؛ من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين، يقولون: {سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون}، من الذين {تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}، مرفوع الدرجة، مكتوبا عندك في المحسنين، مغفورا لي خيطئاتي يوم الدين، مخلوفا في عقبي في الغابرين، محشورا مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، برحمتك يا أرحم الراحمين، واللهم أيضا: اللهم من بابك لا تطردني، وإلى غيرك لا تحوجني، وبغيرك لا تشغلني، وعن رحمتك لا تقطعني، ومن روحك لا تؤيسني ، ومكرك لا تؤمني، وذكرك لا تنسني، والإيمان بك لا تسلبني، وعن وجهك الكريم فلا تحجبني، ومع الظالمين فلا تجعلني، وبسيئاتي فلا تفضحني، وبنارك فلا تحرقني، اللهم من دخول جنتك فلا تمنعني، ومن رزقك الواسع لا تحرمني.
وقيل: إن الحافظ إبراهيم كان يفتح له من الأدعية ما لم يفتح لغيره.
ومنه ما حكي عن الحسن البصري، قال: رأيت رجلا كأنه قد نبش من قبر، فقلت: مالك يا هذا؟! قال: اكتم علي أمري، حبسني الحجاج من ثلاث سنين في أضيق حال، وأسوأ عيش، وأنا مع ذلك كله صابر لا أتكلم، فلما كان بالأمس أخرج جماعة كانوا معي فضرب رقابهم، وتحدث أعوان السجن أن غدا يضرب عنقي، فأخذني حزن شديد، وبكاء مفرط، وأجرى الله على لساني قوله: إلهي اشتد الضر، ونفد الصبر، وأنت المستعان.
पृष्ठ 134