अदब अरब
أدب العرب: مختصر تاريخ نشأته وتطوره وسير مشاهير رجاله وخطوط أولى من صورهم
शैलियों
الشعر:
فالشعر أول مظاهر الحياة الاجتماعية القوية لكل أمة كانت بدوية ثم تحضرت، فالأمة اليونانية، مثلا، أول مظاهر حياتها الأدبية الشعر.
فالحضارة بنت البداوة والأدب المتحضر هو ربيب الأدب المتبدي، فلولا امرؤ القيس ما كان عمر بن أبي ربيعة وبشار، ولا أبو نواس ... إلخ.
لقد كان الشاعر منبرا منتقلا تلقى عنه الدروس السامية، وكان سيده وهو الشاعر يزرع في العقول المبادئ الاجتماعية البدوية، بل يغرسها في الألباب غرسا، فكل المثل العلياء في الحياة البدوية تجدها في شعرهم.
النثر:
أما النثر في آداب الأمم المتبدية فلا أثر له؛ لأن النثر أقل تأثيرا في النفوس من الشعر، وأقل حفظا أيضا، ولذلك لم يصل إلينا من النثر البدوي إلا بعض فقرات من سجع الكهان لا تستحق الاهتمام والاعتبار، ما خلا الأمثال، فهذه بمنزلة الشعر من حيث التأثير والحفظ.
تطور الأدب:
يكون الأدب في بدء عهده ساذجا، تلقيه السليقة بلا أصول ولا قيود، يفصح الإنسان عن فكرته كلما جاش في صدره بعبارة أقرب إلى البساطة منها إلى الفصاحة والتأنق في التعبير، يوردها كما توحي إليه بها طبيعته بلا تأنق ولا تنميق، بعيدا عن الفن والتكلف.
وإن سأل سائل: ما دام الأمر كذلك، أليس الشعر أكثر تصنعا وتعملا من النثر، فلماذا لم يفصح البدوي عن فكره نثرا؟
فعليه نجيب: إن النثر كان موجودا، ولكن غير فني؛ أي لغة تخاطب، ومثل هذا الكلام لا يحفظ ولا يتناقله الناس كالشعر ليبقى، ولا كتابة وتدوين تحفظه فباد . وكما أن الشعر - كما قلنا - ضرب من الغناء، والأغاني طويلة الأعمار، فلذلك أبدى البدوي أدبه بصورته المنظمة التي ندعوها شعرا، يتناشدها الناس في مجالسهم، ولذلك قالوا: الشعر ديوان العرب.
अज्ञात पृष्ठ