अचमल कामिला
موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين
शैलियों
أمر موسى قومه بقتل أنفسهم بعد أمرهم بالتوبة، فيفيد نظم الآية أن # توبتهم لا تتم ولا تقبل إلا بقتل أنفسهم، وظاهر الآية: أنه أمرهم بقتل أنفسهم؛ أي: إزهاق أرواحهم، وهذا صادق بقتل بعضهم بعضا، كما قال تعالى: {فسلموا على أنفسكم} [النور: 61]؛ أي: فليسلم بعضكم على بعض، وقال تعالى: {ولا تلمزوا أنفسكم} [الحجرات: 11]؛ أي: لا يلمز بعضكم بعضا. وإنما أمرهم موسى بقتل أنفسهم على وجه التبليغ عن الله، إذ مثل هذا الأمر لا يصدر إلا عن وحي. ولم يزل هذا المعنى في ضمن التوراة التي يتدارسها اليهود إلى اليوم. ومما جاء فيها: "دعا موسى إليه من يرجع إلى الرب، فأجابه بنو لاوي، فأمرهم بأن يأخذوا السيوف، ويقتل بعضهم بعضا، ففعلوا". ومما نراه قريبا في فهم القصة من الآية أن يكون بنو إسرائيل الذين عبدوا العجل، ثم ندموا على ما فعلوا، قد أمروا بقتل أنفسهم على أن يكون ذلك القتل متمما لتوبتهم، وأسلموا أنفسهم للقتل، وقتل منهم طائفة أحرزوا فضل الشهادة، ثم إن الله تعالى رفع عنهم القتل كما ورد في بعض الروايات، وعفا عمن بقوا أحياء، وذلك معنى قوله تعالى:
{ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون}.
{ذلكم خير لكم عند بارئكم}:
पृष्ठ 103