275

अचमल कामिला

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

संपादक

علي الرضا الحسيني

प्रकाशक

دار النوادر

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

1431 अ.ह.

प्रकाशक स्थान

سوريا

शैलियों

إلى أن من كان ربًا للعالمين لا يليق بأحد من العالمين إلا أن يتلقى أمره بالخضوع وحسن الطاعة. والظاهر أن الآية تخبر عن أمر واقع بعد النبوة؛ كما قال الله تعالى لنبينا - صلوات الله عليه -: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ﴾ [هود: ١١٢].
﴿وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ﴾:
دل ما سبق على أن إبراهيم كامل في الصلاح إذ قال: ﴿أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
ودلت هذه الآية على أنه يجمع إلى كمال نفسه العملَ لتكميل غيره إذ قال: ﴿وَوَصَّى بِهَا﴾، والتوصية: إرشاد الغير إلى ما فيه صلاح وقربة، سواء كان في حالة الاحتضار، أم في حالة غيرها، والضمير في قولها: ﴿بِهَا﴾ يعود إلى ﴿مِلَّةِ﴾ في قوله: ﴿عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ﴾، والمعنى: وصى إبراهيم بنيه بملته؛ أي: باتباعها.
﴿وَيَعْقُوبُ﴾:
مرفوع على أنه مبتدأ، وخبره مقدر في نظم الكلام، لفهمه من الجملة السابقة، والمعنى: ويعقوب كذلك؛ أي: أوصى بنيه بملة إبراهيم.
﴿يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ﴾:
هذا حكاية لما قال إبراهيم ويعقوب في وصيتهما لأبنائهما، والمعنى: قال كل منهما لأبنائه ﴿يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى﴾. . . إلخ. واصطفى لكم الدين: استخلصه لكم، وهداكم للأخذ به، وهو دين الخضوع لله وحده، والتقرب إليه بأخلص الطاعات.
﴿فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾:
تفيد هذه الجملة بحسب وضعها الأصلي: النهي عن الموت في حال

1 / 241