103

अचमल कामिला

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

अन्वेषक

علي الرضا الحسيني

प्रकाशक

دار النوادر

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

1431 अ.ह.

प्रकाशक स्थान

سوريا

शैलियों

آدم، فصار بذلك في فريق الكافرين، فقال تعالى: ﴿وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾.
﴿وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ﴾:
هذه الجملة معطوفه على قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ﴾. وقوله: ﴿اسْكُنْ﴾ أمر من السكنى؛ بمعنى: اتخاذ المسكن. وزوجه: حواء. والجنة: دار الثواب للمؤمنين يوم القيامة، على ما يتبادر إلى الذهن عند الإطلاق، وهذا هو المعروف عند كثير من أهل العلم. ومن المحتمل أن تكون هذه الجنة بستانًا بمكان مرتفع من الأرض، وإلى هذا الوجه من التفسير ذهبت طائفة من أهل العلم، ووقف آخرون دون ترجيح أحد التفسيرين؛ لقوة ما يورده كل من الفريقين شاهدًا على ما ذهب إليه.
والمخاطب بالأمر بسكنى الجنة: آدم، وحواء، ولكنه وجّه في صيغة الخطاب إلى آدم، وعطفت عليه زوجه؛ لأنه المقصود بالأمر، وزوجه تبع له.
﴿وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا﴾:
الضمير في قوله: ﴿مِنْهَا﴾ عائد إلى الجنة، ويراد بالأكل من الجنة: الأكل من مطاعمها وثمارها.
والرغد: الهنيء أو الواسع، يقال رغد عيش القوم: إذا كانوا في رزق واسع.
و﴿حَيْثُ﴾: ظرف مكان. ومعنى الجملة: وكلا من مطاعم الجنة وثمارها كلًا هنيئًا أو واسعًا في أي مكان من الجنة أردتم الأكل فيه. وأذن لهم في التمتع بالأكل من الجنة في أي مكان شاؤوا حتى لا يكون لهم عذر في الأكل من الشجرة التي نهوا عن القرب منها.

1 / 69