आधुनिक युग में इस्लामी विचार के प्रमुख स्तंभ
أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث
शैलियों
وقد قرأ عليه في الأزهر كثيرون من علمائه المشهورين، فكان الشيخ الأجل أحمد أبو خطوة، والشيخ الإمام محمد عبده، والسيد أحمد الشريف، وإبراهيم (بك) اللقاني، والشيخ محمد راضي البوليني في الطبقة الأولى من تلاميذه.
ثم قرأت عليه طبقة ثانية، منها: الشيخ عبد الرحمن فودة، والشيخ محمد الغريني، والشيخ عبد الرحمن قراعة، وقرأ عليه أيضا الشيخ محمد بخيت، والشيخ داغر، والشيخ محمد المغربي، والشيخ أحمد الزرقاني، وغيرهم ممن لا يحصون، واختص به الشيخ أحمد أبو خطوة، والشيخ راضي البوليني، والشيخ عبد الرحمن فودة، والشيخ عبد الرحمن قراعة، فكانوا يقرءون عليه في داره دروسا غير الدروس الأزهرية، وصحبوه ولازموه، فانتفعوا به في دينهم وأخلاقهم فوق انتفاعهم بعلمه.
ثم نقل إلى نظارة المعارف وعين للتفتيش فيها، ولما مات الشيخ زين المرصفي مفتشها الأول سنة 1300ه وأقيم بدله الشيخ حمزة فتح الله المفتش الثاني جعل المترجم مفتشا ثانيا، ثم نقل مدرسا بمدرسة دار العلوم، فعم الانتفاع به وتخرج عليه أحسن من نراهم الآن
2
من الأساتذة المتخرجين في هذه المدرسة؛ كالشيخ الفاضل حسن منصور، والشيخ محمد المهدي، والشيخ محمد الخضري، والشيخ عبد الوهاب النجار.
وبقي في هذه المدرسة إلى سنة 1317ه، وكانوا قد شرعوا في الامتحان قبل الإجازة المدرسية كالعادة، فلما كانت ليلة السبت 17 صفر سهر كعادته، ثم ذهب لداره معافى ليس به شيء، واستيقظ فتوضأ وصلى الصبح، ثم طلب الإفطار والقهوة، وأخذ غفوة كان فيها القضاء المحتوم، فلم تشرق شمس ذلك اليوم إلا والنعاة ينعونه، والمؤذنون يؤذنون على المآذن كالعادة في موت كبار العلماء، وأم داره شيخ الأزهر الشيخ عبد الرحمن الشربيني، والشيخ محمد عبده المفتي، وجميع العلماء والفضلاء، وكبار نظارة المعارف، وتلاميذه من الأزهر ودار العلوم، وشيعت جنازته تشييعا سنيا، فصلوا عليه في الأزهر، ودفنوه بمقابر المجاورين، رحمه الله وغفر له عدد حسناته.
وكان من عادته الخروج إلى الريف كل خميس ترويجا للنفس، فكان يذهب إلى الأميرية من ضواحي القاهرة عند تلميذه الشيخ عبد الرحمن فودة، فيقضي عنده الخميس والجمعة ويعود يوم السبت، فلما عرفته صار يذهب للأميرية بعض الأخمسة ويسافر في بعضها إلى ضيعتنا التي بقويسنا، أو إلى حلوان حينما نسكن بها شتاء، فكنت أقضي معه هذين اليومين في مطالعة واشتغال، حتى في حالة المشي والتنزه كنت أحمل الكتاب معي وأسمعه فيه فيقرر لي المسائل ونحن سائران.
وكان رحمه الله سني العقيدة، صوفي المشرب، لا يحيد عن الشرع قيد إصبع، آخذا بمذهب الإمام ابن تيمية في مسألة الاستغاثة بالقبور والاستشفاء بالموتى، منكرا على المبتدعة أشد إنكار، آية من آيات الله في معرفة التفسير وحل مشكلات الكتاب المبين، متضلعا من الحديث، متحصنا بالشريعة في كل علم يقرؤه من كلام أو حكمة أو تصوف أو رياضيات أو طبيعيات، وخص باستحضار الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في الاستشهاد بها على حل المشكلات الدينية، فكان أمره في ذلك عجبا، وشأنه فيه مستغربا، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
ومع انحراف علماء الأزهر عنه؛ لإنكاره عليهم بدعهم وما درجوا عليه، فإنهم كانوا مقرين بفضله، وكثيرا ما كانوا يحتاجون إليه في معرفة أسرار الشريعة، وحل مشكلاتها، والرد على الطاعنين عليها من أرباب النحل الأخرى أو المرتدين.
أما أخلاقه فزهد غريب، وعلو نفس عن الدنايا، وبعد عن الرياء، وتواضع مع كل إنسان، وسذاجة في المطعم والملبس والمسكن، لا ينفق على نفسه من مرتبه إلا القليل، ويتصدق بالباقي في الخفاء، فلما مات قام الصراخ في دور كثيرة يسكنها فقراء وأرامل، كان يعولهم كل شهر بما فضل من نفقته، وما علم بهم أحد قبل موته حتى أقرب الناس إليه وأخصهم به.
अज्ञात पृष्ठ