وسخطه فيما بقي واحد.
واعلموا أنه لن يرضى عنكم بشئ سخطه على من كان قبلكم، ولن يسخط عليكم بشئ رضيه ممن كان قبلكم، وإنما تسيرون في أثرين، وتتكلمون برجع قول قد قاله الرجال من قبلكم ".
وقال عليه السلام - في بعض خطبه - " فانظر - أيها السائل - فما دلك القرآن عليه من صفته، فائتم به، واستضئ بنور هدايته، وما كلفك الشيطان علمه، مما ليس في الكتاب عليك فرضه، ولا في سنة النبي صلى الله عليه وآله وأئمة الهدى أثره (١)، فكل علمه (٢) إلى الله تعالى، فإن ذلك منتهى حق الله عليك.
واعلم أن الراسخين في العلم، هم الذين أغناهم عن اقتحام السدد المضروبة دون الغيوب، الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب، فمدح الله تعالى اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما، وسمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عن كنهه رسوخا، فاقتصر على ذلك، ولا تقدر عظمة الله سبحانه على قدر عقلك فتكون من الهالكين " (٣).
وقال عليه السلام: " وكتاب الله بين أظهركم، ناطق لا يعيى لسانه، وبيت لا تهدم أركانه، وعز لا يهزم أعوانه ".
وقال عليه السلام - في نهج البلاغة - في التحكيم: " إنا لم نحكم الرجال وإنما حكمنا القرآن، وهذا القرآن إنما هو خط مسطور بين الدفتين، لا ينطق بلسان ولا بدله من ترجمان، وإنما ينطق عنه الرجال، ولما دعانا القوم إلى أن نحكم بيننا القرآن، لم نكن الفريق المتولي عن القرآن - كتاب الله تعالى -، و [قد] (٤) قال الله سبحانه <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/4/4" target="_blank" title="النساء 4">﴿فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول﴾</a> (5) فرده إلى الله أن نحكم بكتابه، ورده إلى الرسول أن نأخذ بسنته، فإذا حكم بالصدق في كتاب الله فنحن أحق الناس به، وإن حكم بسنة رسول الله فنحن أولاهم به " (6).
पृष्ठ 103