وكان يجلس تحت الكرسي ويَدَعُ صَدْر المجالس، حتى إنّي لأستحي من مجلسه هناك، وأعجب من شدّة تواضعه، ومبالغته في إكرامي بما لا أستحق وتقديمي عليه في المجلس. ولولا قراءتي حديث رسول الله ﷺ، وعِظَم حُرْمتها لما كان ينبغي لي ذلك. وكان هذا حاله في التواضع والتنازل والإكرام لكلّ مَنْ يَرِدُ عليه، أو يصحبه، أو يلقاه. حتى إنّ كلّ مَنْ لقيه يحكي عنه من المبالغة في التواضع نحوًا مما حكيتُه وأكثر من ذلك. فسبحان مَنْ وفّقه وأعطاه، وأجراه على خلال الخير وأمضاه.
1 / 770