अंक और मानव निर्माण: गणना और मानव सभ्यताओं का पथ

ज़हरा सामी d. 1450 AH
116

अंक और मानव निर्माण: गणना और मानव सभ्यताओं का पथ

الأعداد وبناء الإنسان: العد ومسار الحضارات الإنسانية

शैलियों

3

والآن، فمثلما قد خمنت على الأرجح، لم يكن هانز قادرا بالفعل على أداء العمليات الحسابية، ولا هو كان قادرا على فهم اللغة الألمانية؛ ولهذا فقد يتساءل المرء: كيف تسنى لفون أوستن أن يخدع الجمهور من خلال التلميح لهانز بطرق لا يكتشفها الجمهور؟ حسنا، هنا تأخذ القصة منحنى غير متوقع؛ فون أوستن لم يكن يخدع جمهوره (ولا حتى كان يتقاضى منهم أي مال). والحق أنه حين كان يسمح لأشخاص آخرين بأن يطرحوا على هانز الأسئلة، لم يكن أداء الحصان يتراجع تراجعا كبيرا. وحتى حين كان هؤلاء الأشخاص لا يعرفون هانز ولا فون أوستن، كان يبدو أن هانز يفهم أسئلتهم ويستطيع أن يجيب عنها إجابات صحيحة في معظم الأحوال. يظهر في المشهد أوسكار بفونجست، وهو عالم نفس ألماني كان أقل إعجابا بكثير من هذه الحشود المنبهرة بالعرض الفرسي، كان بفونجست واثقا من وجود شيء محير في هذا الأمر، ثمة عامل متغير آخر كان يمكن هانز من التعبير عن الإجابة الصحيحة عن طريق النقر بحافره على الأرض. ومن خلال مجموعة من التجارب، أثبت بفونجست أن هانز ليس بارعا في حقيقة الأمر في الرياضيات؛ فحين كان هانز لا يستطيع رؤية الشخص الذي يطرح عليه السؤال، كان نقره على الأرض يتراجع إلى إجابات عشوائية. علاوة على ذلك، وهذه نقطة مهمة، حين كان هانز يستطيع رؤية الشخص الذي يسأله، لكن هذا الشخص نفسه لا يعرف إجابة السؤال، كان أداء هانز يتراجع كذلك.

يمكننا أن نستخلص نتيجتين على الأقل من هذه القصة التحذيرية؛ أولا: بالرغم من أن الحيوانات مثل هانز قد لا يكونون بارعين في الرياضيات أو القراءة، فهم أفضل مما قد نعتقد بكثير في تمييز المعلومات البصرية التي يقدمها لهم البشر. بالرغم من أن السائلين لم يكونوا يتعمدون الكشف عن الإجابة لهانز، فقد كانوا يقدمون له بعض التلميحات البصرية الخفية، التي أفادت أداءه. وقد أوضح الفحص الدقيق أن رءوسهم كانت تتحرك قليلا حين كانت سلسلة النقرات التي يصدرها هانز تقترب من الإجابة الصحيحة. وبطريقة ما، كان هانز يلاحظ هذا التلميح غير المتعمد في التواصل. ثانيا: يجب علينا أن نكون واعين بالنزعة لتشبيه الحيوانات الخاضعة للتجارب، ببعض الصفات البشرية؛ ففي حالة فون أوستن على سبيل المثال، قد واصل اصطحابه في جولات بعد دراسة بفونجست للحيوان، وظل غير مقتنع بالنتائج التي توصل إليها عالم النفس. لقد فقد فون أوستن حسه الموضوعي، ويبدو أن ذلك لأنه أسقط بعض السمات البشرية على هانز، وربما يعود ذلك جزئيا إلى الرابطة التي نمت بينهما.

لا تزال قصة تأثير هانز الذكي تتداول اليوم بسبب دروسها الأساسية، والتي لا تزال تنطبق على الوضع في الوقت الحالي، بقدر ما كانت تنطبق قبل أكثر من قرن. ولتتأمل قصة الغوريلا كوكو، التي كان يزعم أنها تستطيع أن تتحدث «لغة إشارة الغوريلا»؛ ومن ثم التواصل مع البشر. وهذا أيضا قد جعل من كوكو شخصية شهيرة بعض الشيء، وقد تفاعلت مع ويليام شانتر، وروبن ويليامز، والسيد روجرز، والعديد غيرهم من الشخصيات المشهورة. بالرغم من ذلك، فقد ظهرت على مدار السنوات العديد من الانتقادات التي وجهت للبحث الذي قامت به فرانسين باترسون، نظرا إلى الرابطة القوية التي تجمع بين فرانسين وكوكو. وقد أوضحت هذه الانتقادات بشكل مقنع أنه من الصعب أن نستنتج من تفاعلات باترسون مع كوكو، نطاق المهارات الإدراكية والتواصلية لدى قردة الغوريلا؛ فحين تنشأ بين الحيوانات ومدربيهم علاقات اجتماعية قوية، فإن المدربين لا يحتفظون بالموضوعية التامة في معظم الأحوال، وقد يميلون إلى إنتاج تأويلات تتسم بإضفاء سمات بشرية على الحيوانات.

وتفسير تأثير هانز الذكي أيضا ليس أمرا مباشرا مثلما قد يبدو ذلك؛ فقد يقترح أحدهم على سبيل المثال ألا يحضر المدربون عند إجراء التجارب، أو استخدام التجارب مزدوجة التعمية فقط. إن تنفيذ هذه الاقتراحات ليس بالأمر السهل، بل ربما يكون مستحيلا في معظم الحالات؛ ففي معظم الأحيان، تستلزم التجارب أن تطيع الحيوانات تعليمات المدربين الذين يثقون بهم، وتجمعهم معا رابطة اجتماعية خارج سياقات المختبر. وإبعاد المدربين عن مثل هذه السياقات يمكن أن يؤدي بسرعة إلى فشل المشروع بأكمله.

إضافة إلى مثل هذه المخاوف، فالأنواع غير البشرية لا تمتلك مهارات التواصل اللغوية بالطبع؛ ومن ثم فإن ما ناقشناه في الفصل السادس من تحديات منهجية تتعلق بالدراسات على الأطفال الذين لم يكتسبوا مهارة اللغة بعد، تنطبق أيضا على الحيوانات. فبطريقة ما، من المدهش أننا نعرف أي شيء على الإطلاق عن الإدراك الرياضي لدى الحيوانات. وليس من المفاجئ أن بعض الخلافات بشأن نطاق الإدراك العددي لديهم لا تزال قائمة حتى اليوم. على أي حال، فبالرغم من هذه الخلافات المستمرة، ومجموعة التحديات المنهجية المرتبطة بمثل هذا العمل، فقد بدأنا في فهم القدرات العددية لدى العديد من الأنواع، إضافة إلى البشر. وبالرغم من أن الحيوانات قد تكون غير قادرة على حل المسائل الرياضية مثل تلك التي كانت تطرح على هانز الذكي، فقد اتضح أن إدراكها العددي لا يختلف كثيرا عن الإدراك العددي لدى أطفال البشر.

الإدراك العددي لدى غير الرئيسات

تظهر مطابقة الكميات في سلوك الحيوانات بطرق غير متوقعة وبشكل دائم. فلتتأمل ما يلي: في عام 1831، نقل تجار الفراء في أونتاريو أن جماعة أوجيبواي من السكان الأصليين، كانت تواجه نقصا حادا في الغذاء والفراء؛ لأن أحد فرائسهم الأساسية، وهو أرنب حذاء الثلوج البري، قد بدا أنه يختفي. وليس مصادفة أن تجار الفراء في شركة هدسون باي، قد أذاعوا وجود نقص مماثل في حيوانات الوشق الثمينة للغاية بسبب فرائها الناعم . ولأن حيوانات الوشق هي أيضا تتغذى على الأرانب البرية؛ يبدو أن نقص النوع الأخير قد ساهم في نقص عدد النوع الأول. وتوضح سجلات شركة هدسون باي، التي يعود تاريخها إلى سبعينيات القرن السابع عشر، أن هذا النقص في أعداد حيوانات الوشق والنقص في الأرانب البرية قد تزامن حدوثهما معا على فترات منتظمة تبلغ عشر سنوات. والآن، تقترح دراسات واسعة النطاق أن هذا النقص المنتظم في عدد أفراد النوعين، يعود إلى أنماط يمكن التنبؤ بها تتعلق بالزيادة الفائضة في عدد الأفراد. فحين تصل بيئة محلية إلى درجة التشبع ولا يمكنها الاحتفاظ بعدد أكبر من الأرانب البرية بسبب تناسلها الخارج عن السيطرة، فإن ذلك يمكن أن يشكل ضغطا على الموارد الغذائية؛ ومن ثم حدوث انخفاض بارز في معدلات تناسل الأرانب البرية. وهذا الانخفاض يكون له تأثير غير مباشر على أنواع أخرى كالوشق، على فترات زمنية منتظمة إلى حد ما تبلغ عشر سنوات.

4

أو يمكننا أن نتأمل مثال حشرات الزيزيات، وهي عائلة من الحشرات لها ما يزيد على 2000 نوع، ومنها جنس الزيزيات الدورية، الذي يقضي الجزء الأكبر من دورة حياته تحت الأرض يتغذى فيه على جذور الأشجار، ولا تخرج هذه الحشرات من تحت الأرض إلا لكي تتكاثر بأعداد كبيرة للغاية. وبعد شهرين تقريبا، وهي الفترة التي تتزاوج فيها هذه الحشرات وتضع البيض للجيل التالي، تختفي الزيزيات البالغة مرة أخرى. ووفقا لما يقوله السكان، فإن الزيزيات البالغة لا تظهر مرة أخرى إلا بعد 13 أو 17 عاما . وهذه الدورة طويلة للغاية ومنتظمة للغاية، فكأن هذه الحشرات تعد السنوات إلى أن يحين موعد ظهورها من جديد، غير أن الأمر ليس كذلك بالطبع. وما يبدو أنه قد حدث هو أن الطبيعة قد انتقت لصالح الزيزيات دورة الظهور تلك؛ فمعظم الحيوانات التي تتغذى على الزيزيات، تكون دورة التكاثر لديها من سنتين إلى 10 سنوات. تخيل لو أن الزيزيات تظهر كل 12 عاما على سبيل المثال، عندها كانت ستصبح فريسة أسهل لجميع الأنواع المفترسة التي تأتي دورة تكاثرها كل عامين أو ثلاثة أعوام أو أربعة أعوام أو ستة أعوام؛ إذ إن العدد 12 يقبل القسمة على 2 و3 و4 و6؛ ومن ثم يمكننا أن نتوقع أن الزيزيات إذا تبعت دورة تكاثر كل 12 عاما، سوف تواجه تحديات أعظم في التكاثر. على العكس من ذلك، فإن الزيزيات عندما تتبع دورات تكاثر أطول، وتتكرر على فترات زمنية منتظمة مثل 13 عاما أو 17 عاما، ستواجه تحديات أقل من الأنواع الأخرى؛ فهذان العددان من الأعداد الأولية ولا تسهل قسمتهما مثل العدد 12 على سبيل المثال. إن الضغوطات البيئية قد انتقت لصالح الزيزيات دورات تكاثر من الأعداد الأولية، ولغير صالح الحشرات التي تتبع دورات تكاثر من أعداد تقبل قسمتها بشكل متساو.

अज्ञात पृष्ठ