فإن تشاءمت أيها الصديق بأعاصير الغروب، فاذكر متفائلا أن ساعات الغروب هنا بغير حساب. فمنذ سنين جمعت دواويني الشعرية فسميت الجزء الأول منها «يقظة الصباح»، وسميت الجزء الثاني «وهج الظهيرة»، وسميت الجزء الثالث «أشباح الأصيل»، وسميت الجزء الرابع «أشجان الليل»، ثم ظهرت لي بعد ذلك الليل وأشجانه ثلاثة دواوين هي: وحي الأربعين، وهدية الكروان، وعابر سبيل. ثم ها نحن أولاء في هذا المغرب وفي هذه الأعاصير. فهل نحن راجعون؟ وهل للشمس من «يوشع» يؤجل لها مواقيت الغروب؟ إن كان للشعر «يوشعه»، فليس نصيب هاردي من مغربه المديد أمنية أشتهيها، وليس نصيب بيرون في ضحاه القاتم نعمة أرتضيها، وإن كانت الكلمة في هذا للقضاء يفعل ما يشاء، ويتبع أسلوبه في الإطناب والاقتضاب حين يرتجل كل كتاب.
عباس محمود العقاد
هوامش
في العالم
يارب ... ويا خلق!
يارب!
يا رب أعطيناك أرواحنا
في هذه الحرب وفي الماضية
يا ربنا فاقض لنا مرة
بالسلم في أيامنا الباقية
अज्ञात पृष्ठ