قال عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني ١:
... إِلَهي ...
عَرَفْتُكَ مِن كُلِّ شَيءٍ ظَهَرْ ... ... عَرَفْتُكَ مِمَّا اخْتَفَى واسْتَتَرْ
عَرَفْتُكَ مِن حَاضِرَاتِ الْوجُودْ ... ... وَمِمَّا مَضى فِي زَمَانٍ غَبَرْ
عَرَفْتُكَ مِنْ نَفَحَاتِ الرِّيَاحْ ... ... وَمِنْ نَفَحَاتِ نَسِيمِ السَّحَرْ
عَرَفْتُكَ مِن وَطْأَة الْحَادِثاتْ ... ... وَمِن رِقةِ مثل خمل الزَّهَرْ
عَرَفْتُكَ مِن حِكَم غُلِّفَتْ ... ... بِمظْهَرِ خَيرٍ ومَظْهَرِ شَرْ
عَرَفْتُكَ مِنْ كُلِّ عُمق لديّ ... ... عَرَفْتُكَ مِنْ مَسْمَعِي والْبَصَرْ
عَرَفْتُكَ مِمَّا وَرَاءَ الشُّعُورْ ... ... عَرَفْتُكَ مِن كُلِّ شيءٍ شعرْ
... بِأنَّكَ أنْتَ الإلهُ الأحدْ ...
تَوَجَّهْتُ أنْظُرُ شَطْرَ السَّمَاءِ ... ... وَمَا جَمَعَتْ مِن بَدِيع الرّواءْ
وَسِرْتُ مَع الْوَهمِ مَا شاء لِي ... ... وَارْسلْتُهُ سَابِحًا في الفَضَاءْ
فجال طويلًا بأرْجَائِهَا ... ... وَأَمْعَنَ فِي بَاعِثاتِ الضِّيَاءْ
وَلَمَّا رَأى الْمُعْجِزَاتِ الْكِبَارْ ... ... تَجَلَّتْ بِإبداع هَذَا البِنَاءْ
تَضَاءلَ حَتَّى رأَى نَفْسَهُ ... ... أَمَام السَّمَاءِ كمِثْلِ الْهَبَاءْ
... فَأمْعَنْتُ فِي صُنْعِهَا الْبَاهِرِ ...
... فآمَنْتُ بِالخَالِقِ القَادِرِ ...
_________
١ براهين وأدلة إيمانية ص ٤٢٩ وما بعدها.
1 / 17