ان الشمس اذا غابت قريبة منهم فى الفصول الصيفية فتسخنهم زمنا يسيرا سخونة غير شديدة ان الرياح التى تهب من المواضع الحارة لا يبلغ اليهم منها الا أقلها وأيسرها وتهب اليهم من ناحية الفرقدين رياح باردة من قبل الثلوج والجليد وكثرة المياه وجبالهم لا تعدم هذه العلل التى ذكرنا فصارت لذلك لا تسكن
ان هواء هذه البلاد يكون فى اليوم الواحد ضبابيا مرارا كثيرة، لهذه الحال صارت صور أولائك الناس غليظة لحمة لا يرى لهم مفصل وأبدانهم لينة رطبة لا قوة لها لان بطونهم تكون رطبة جدا وتنفرغ انفراغا كثيرا وذلك أن بطونهم لا يمكن أن تجف وتيبس فى مثل هذه البلاد ومثل هذه الطبيعة والزمان وهيئة الهواء
पृष्ठ 141