قال: وعند ذلك ترجع إليها ثروتها.
أجاب: وهذا طبيعي أيضا، ولكننا لم نصل إليه بعد.
قال: أظن أنك تعرف خطك؟ ثم أخرج من محفظته ورقة وأراه إياها؛ فذعر البارون؛ لأنها كانت تلك الورقة نفسها التي استكتبه إياها الخيال، وتعهد فيها أن يخرج الكونتيس من المستشفى، ويرد إليها مالها.
وقد كان ذعر البارون شديدا؛ حتى إنه لم يجد ما يقوله.
فقال له كاستيليون: لنفرض يا سيدي البارون أن الكونتيس لا تزال مجنونة وأنك عينت وصيا شرعيا عليها.
قال: هو ذاك، فإني الوصي الرسمي.
قال: ولكنك كثير الشواغل، وإدارة ثروتها تتعبك كثيرا، وخير ما تفعله أن تتخلى عن هذه الوصاية ... لي مثلا.
قال: ماذا تقول ؟
أجاب : أقول ما يجب أن يكون، وقد أخرج من محفظته ورقة مكتوبة مفادها تنازل البارون عن حق الوصاية، وقال له: وقع على هذا الصك!
فطاش صواب البارون ولم يجب، فقال له: وقع عليه أو تسوء العاقبة، فأخذ القلم بيد ترتجف وهو لا يجد بدا من الامتثال ووقع على الصك، ولكنه لم يكد يكتب اسمه حتى ندم وحاول تمزيق الورقة، غير أن كاستيليون كان أسرع منه إلى إخفائها في المحفظة. فأن البارون أنين الموجع، ووضع يده على عينيه، فلما فتحمها كان كاستيليون قد توارى عن الأنظار.
अज्ञात पृष्ठ