قالت: ما هو؟
أجاب: إنه سيكون لولدكم قوة إرادة لا تغلب.
قالت: إنها كل النجاح في هذا الوجود، ولكن هل تكون له سعادة؟ فأطرق الرجل هنيهة ثم قال: «إن الإرادة تنوب أحيانا مناب السعادة، وتتغلب على الشقاء ...»
وقد قال هذا القول، وقام إلى النافذة، فأطل منها، ثم عاد فقال: لقد سكنت العاصفة، وخمدت البروق، وصفا أديم السماء، فأستأذن بالانصراف، واقبلوا امتناني لهذه الضيافة التي لا أنساها ما حييت.
فقال له الكونت: كلا، إني لا أدعك تنصرف قبل أن تشرب نخب سعادة ابني ...
قال : يعز علي أني لا أستطيع الشرب، وفوق ذلك فخير لكم ألا أشارككم في شرابكم، فإني شؤم على من أنادمهم. وقد تركهم ومضى دون أن يخطر لأحد أن يستوقفه، فتبعه كلبه.
فقالت الكونتيس بعد انصرافه: لقد خيل لي حين رأيت هذا الرجل؛ أني رأيت الكونت كاليوسترو، فقد عرفته كثيرا، وقالت إحدى السيدات: أما أنا فقد خفته كثيرا.
وقالت أم الطفل: أما أنا فقد أثرت في نظراته ونظرات كلبه تأثيرا عظيما، حتى إنها كادت تنومني. •••
وبعد ذلك ببضع ساعات تفرق الناس، وأطفئت أنوار القصر، ونقلوا مهد الطفل إلى غرفة أمه، وقد نامت الأم نوما عميقا لتأثرها بنظرات الساحر، ولم تكد تستغرق في رقادها حتى فتح باب تلك الغرفة، ودخل منه رجل، فمشى إلى مهد الطفل مشية اللصوص.
الفصل الخامس
अज्ञात पृष्ठ