فما زال إمام به حتى أقنعه بأن يخرج من مقبرة دمياط ويأتي إلى القاهرة، حيث المجال واسع والدنيا عريضة لبناء مستقبله وإعلان علمه وفضله وأدبه وشعره ونثره.
فحضر الغاياتي إلى مصر، وتجرع كأس البؤس شهورا إلى أن دخل مصححا في جريدة اللواء، ومن اللواء إلى العلم في عهد المرحوم الشيخ عبد العزيز جاويش.
وفي أثناء عمله في التصحيح كان ينشر بعض رسائل أدبية وقصائد وطنية حماسية.
وبعد مقتل المرحوم بطرس غالي باشا (سنة 1910) جمع هذه الرسائل في ديوان باسم «وطنيتي»، وكتب مقدمته المرحوم محمد فريد بك.
وبينما كان الغاياتي مارا بشارع محمد علي قابل المرحوم الشيخ علي يوسف صاحب المؤيد، وقدم إليه نسخة من «وطنيتي» لتقريظه.
وكان صاحب المؤيد حانقا على جماعة الحزب الوطني فانتهز الفرصة لإيذائهم، فانتقى من الديوان كل «ما يودي في داهية » ونشره في مقالة بدأها بقوله: بعد استئذان قانون المطبوعات وقانون العقوبات نقتطف من كتاب «وطنيتي» للشيخ علي الغاياتي بعض أبياته إجابة لطلبه، غير محتملين مسئولية ما فيها.
وكانت هذه المقالة «ورقة اتهام» مهدت السبيل لمحاكمة الشيخ الغاياتي.
وأحس رجال الحزب الوطني بالخطر فهربوا الشيخ الغاياتي إلى إستامبول.
وحوكم المرحوم محمد فريد بك وحكم بحبسه ستة أشهر، وحكم على الشيخ الغاياتي غيابيا بالسجن سنة.
ولم ترق «دار السعادة» في عيني شيخنا الغاياتي، فركب قطار الشرق إلى جنيف، وبدأ حياة جديدة.
अज्ञात पृष्ठ