ولا نمضي غير ساعة أو ساعتين حتى يكون قد أعد عشرين قصيدة، يمتدح بها الأعيان النازحين من البلاد والتجار القائمين بإحياء المولد.
ثم يعود آخر الليل «يحصل» ثمن هذه القصائد الحسان.
وهو لجميع أفراح العاصمة الشاعر الذي لا يشق له غبار.
لم يكتف الأستاذ عبد الله حبيب بهذه «التصويرة» الحلوة، بل رأى أن يزيدها فقال إن لقب «برنس» عرف به صاحبنا منذ كان صبيا يقود أستاذا ضريرا يقصد سراي الجزيرة ليلقن سمو السلطان حسين دروسا في الفقه ... إلخ إلخ .
وهي رواية بعيدة عن الحقيقة؛ لأن «البرنس» لا تزيد سنه اليوم على الخمسين - حسب روايته - وهو يقول إنه لم يعرف السلطان حسين إلا عندما شرف دار الكتب فأنشده قصيدته التي مطلعها:
الكون من لألاء وجهك يشرق
وعلى الأريكة من سنائك رونق
والبرنس يعيش حتى اليوم أعزب، ويقطن غرفة في ربع لمواطنيه أولاد «بنونة» بأول العباسية.
هو بوهيجي أصلي تمام.
حياته يوما بيوم، يصرف كل ما يأتيه في نهاره، غير مفكر في ما يأتي به الغد.
अज्ञात पृष्ठ