وقال من أخرى:
لقد نصحتني في المقام بأرضكم
رجال ولكن رب نصح مضيع
فلا كان سيري عنكم رأي ملحد
يقول بيأس من معاد ومرجع
أي: لا كان سيري عنكم ذهابا بلا إياب. أخرجه مخرج الدعاء.
هوامش
فصل في تلاميذه
قرأ على أبي العلاء ببغداد والمعرة كثيرون، واشتهر جماعة منهم بالاختصاص به، والانتساب إليه في العلم؛ كأبي المكارم عبد الوارث بن محمد الأبهري، وأبي تمام غالب بن عيسى الأنصاري، والخليل بن عبد الجبار القزويني، ومحمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري، وغيرهم. وممن روى عنه: القاضي أبو القاسم علي بن القاضي المحسن بن القاضي التنوخي، وكان من أقرانه، أخذ عنه وهو ببغداد، وصحبه، واتصلت صحبته بالتبريزي بسبب أبي العلاء. ولد القاضي المذكور سنة 365 بالبصرة، كما في «وفيات الأعيان» لابن خلكان، أو في سنة 355 كما في «فوات الوفيات» لابن شاكر، والأول أصح. وتوفي سنة 447، قبل وفاة أبي العلاء بنحو سنتين. وكان صدوقا في حديثه، وقبلت شهادته عند الحكام في حداثته، ولم يزل على ذلك مقبولا إلى آخر عمره، وتولى قضاء عدة نواح، منها المدائن وأعمالها، وأذربيجان والبردان وغير ذلك. وكانت فيه دعابة؛ يروى أن إسكافا اجتاز بداره وهو نائم، فصاح شراك النعال وأزعجه بصياحه، فقال لغلامه: اجمع كل نعل في الدار وأعطها لهذا يصلحها ويشتغل بها، ثم نام واشتغل الإسكاف بإصلاحها إلى آخر النهار، فلما كان في اليوم الثاني فعل كذلك، ولم يدعه ينام، فقال للغلام: أدخله، فلما دخل قال له: أمس أصلحت كل نعل عندنا، واليوم تصيح على بابنا، هل بلغك أننا نتصافع بالنعال ونقطعها؛ يا غلام، قفاه.
وسمع امرأة تقول لأخرى: كم عمر ابنتك؟ فقالت: رزقتها يوم صفع القاضي وضرب بالسياط، فقال لها: أصار صفعي تاريخا لك، ما وجدت تاريخا غيرها؟
अज्ञात पृष्ठ