فخر :
استمعوا لي أيها الرفاق، سأقص عليكم نبأي الذي كتمته عنكم حياء لتعذروا أخاكم حقا، ولتعلموا أني على ما عهدتم في إيثار الموت على العار.
شجرة :
أحسنت يا فخر الدين. هذا أتقى لريبة النفوس.
بيبرس :
إن كان في الذكر أسى لك فأمسك عليك سرك، حسبنا عذر السلطان.
فخر :
كلا، إن كان في الذكر أسى لي فهو حسبى. لما جاءت مراكب الفرنسيس إلى بر دمياط جاءتني فتاة تلهث من الركض، وهي تبكي وتنتحب، تقول: أنقذنا، أنجدنا، أنقذ أبي وأمي وأهلي؛ إذ الفرنسيس نزلوا بفارسكور، فزعمت أن الفرنسيس أرادوا هذه المرة أن يأخذونا من كل الجهات، فنزل بعضهم بحيرة تنيس بشوان قريبة القاع؛ ليقطعوا الطريق على جيشي، ويبلغوا المنصورة بلا قتال، وإذ كان في الأمراء من قدروا هذا الأمر وأشاروا علي بإنقاذ السلطان فقد خرجت بجيشي لا ألوي على شيء حتى بلغت فارسكور، ولكني لم أجد أثرا لما قالت تلك الفتاة الخائنة، وكذلك نزل الفرنسيس بدمياط بغير قتال.
أقطاي :
من تكون هذه الفتاة يا ترى؟
अज्ञात पृष्ठ