أضافت: «كانت علاقتنا مبتذلة ومتوقعة ووضيعة.»
قال ثيو: «ورخيصة.» «كلا، لم تكن كذلك. لم يكن أي شيء يتعلق بلوك رخيصا. لكنها تسببت له بأذى أكثر مما أسعدته. لعلك كنت تحسبني قديسة؟» «كلا، لكني كنت أحسبك امرأة صالحة.»
قالت بهدوء: «ها قد بت تعرف أني لست كذلك.»
حدق ثيو في الظلام شبه التام ليجد أن رولف قد ابتعد عن الشجرة وكان يسير عائدا إليهم. توجهت ميريام ناحيته كي تستقبله. حدق ثلاثتهم في وجه رولف مترقبين، بانتظار كلماته الأولى. عندما اقترب منهم، رأى ثيو أن وجنته اليسرى وجبهته كانتا مجروحتين وأن جلدهما قد انسلخ عنهما.
كان صوت رولف هادئا تماما لكن نبرته كانت غريبة حتى إنه خيل لثيو في لحظة من الحماقة أن غريبا قد انسل بينهم في الظلام: «قبل أن نتابع طريقنا، علينا أن ندفنه. ذلك يعني أن ننتظر حتى يحل الضوء. من الأفضل أن نخلع عنه معطفه قبل أن تتيبس جثته أكثر. نحتاج لكل الثياب المدفئة التي بحوزتنا.»
قالت ميريام: «لن يكون من السهل دفنه دون رفش. الأرض ليست صلبة لكننا نحتاج لأن نحفر حفرة بطريقة ما. لا يمكننا أن نكتفي بتغطيته بأوراق الشجر.»
قال رولف: «يمكن لذلك أن ينتظر حتى الصباح. سننزع عنه معطفه الآن. فلم يعد بحاجة إليه الآن.»
بعد أن اقترح تلك الفكرة لم يصدر عنه أي بادرة لتنفيذها وكانت ميريام وثيو هما من قلبا الجثة وحررا المعطف من ذراعيه. كانت الدماء تلطخ كميه بكثرة. شعر ثيو في يده بابتلالهما بالدماء. وضعا الجثة على ظهرها مرة أخرى ووضعا الذراعين بمحاذاتها.
قال رولف: «غدا سأستولي على سيارة أخرى. أما في الوقت الحالي فلنحصل على أكبر قسط ممكن من الراحة.»
جلسوا متلاصقين بين غصني شجرة زان ساقطة. منحهم غصن بارز، كان لا يزال عامرا بأوراق الخريف البرونزية الذابلة، شعورا مزيفا بالأمان، وتجمعوا تحته كأطفال يدركون أنهم أساءوا التصرف، ويختبئون سدى من البالغين الذين يبحثون عنهم. جلس رولف إلى الطرف وبجواره ميريام التي كانت جوليان تتوسطها هي وثيو. بدا كأن أجسادهم المتيبسة من فرط التوتر قد نشرت توترهم في الهواء من حولهم. كانت الغابة نفسها مضطربة؛ فقد كان هواؤها المتوتر يحمل حفيف أصواتها الخافتة المتصلة وهمسها؛ ولم يستطع ثيو النوم، وأدرك من أصوات الأنفاس غير المنتظمة والسعال المكتوم والهمهمات والتنهيدات الخافتة أن الباقين يشاركونه يقظته. سيحين وقت النوم. سيحين عندما يحل دفء النهار، وعندما يدفن ذلك الجسد المتيبس، الذي كان لا يزال حيا في أذهانهم مع أنه متوار عن الأنظار على الجانب الآخر من الشجرة الساقطة. كان يحس بدفء جسد جوليان الملاصق لجسده ويعرف أنه لا بد أنها تشعر تجاهه بنفس الراحة. كانت ميريام قد ألقت بمعطف لوك حول جسد جوليان فخيل لثيو أنه يشم رائحة الدماء الجافة عليه. كان يشعر كأنه عالق في برزخ زمني، يحس بالبرد والعطش ويسمع أصوات الغابة العديدة، لكنه لا يعي مرور الوقت. كباقي رفقائه تحمل وانتظر حلول الفجر.
अज्ञात पृष्ठ