سألته جوليان: «ما الذي تعنيه بحكومة رشيدة؟» «أعني حفظ النظام العام، وغياب الفساد في المناصب العليا، والأمن من الحروب والجريمة، وتوزيع عادل بقدر معقول للثروات والموارد، والحرص على حياة الأفراد.»
قال لوك: «إذن ليس لدينا حكومة رشيدة.» «قد تكون تلك هي أفضل حكومة يمكن أن نحظى بها في ظل الظروف الحالية. كان يوجد دعم واسع من الرأي العام لإقامة مستعمرة مان العقابية. لا يمكن لأي حكومة أن تتصرف بما يخالف إرادة الشعب الأخلاقية.»
قالت جوليان : «إذن علينا أن نغير الإرادة الأخلاقية. علينا أن نغير الناس.»
ضحك ثيو وقال: «أهذا هو نوع الثورة التي تفكرون في القيام بها إذن؟ ليس على النظام بل على قلوب البشر وعقولهم؟ ستكونون أخطر ثوار على الإطلاق إن كنتم تملكون أدنى فكرة عن كيفية بدء ثورتكم تلك، أو إن كان لديكم أي فرصة للنجاح.»
سألته جوليان كما لو كانت مهتمة حقا بالإجابة: «كيف كنت أنت ستبدؤها؟» «ما كنت سأبدؤها من الأصل. فالتاريخ يخبرني بما حدث لأولئك الذين فعلوا. أنت تعلقين تذكارا لذلك في تلك السلسلة التي تضعينها حول عنقك.»
رفعت يدها المشوهة ولمست لمسة سريعة الصليب الذي بدا كتميمة ضئيلة وهشة للغاية بجوار يدها المتورمة.
قال رولف: «سيجد المرء دائما أعذارا للوقوف مكتوف اليدين. الحقيقة هي أن الحاكم يحكم إنجلترا وكأنها إقطاعيته الخاصة. إن فرقة حرس الجرينادير هي جيشه الخاص ورجال شرطة الأمن الوطني هم جواسيسه وجلادوه.» «أنتم لا تملكون دليلا على ذلك.» «من قتل شقيق ميريام؟ أكان ذلك حكم إعدام صدر بعد محاكمة عادلة، أم جريمة قتل ارتكبت في السر؟ ما نريده هو ديموقراطية فعلية.» «تكون أنت رئيسها؟» «سأدير الأمور بطريقة أفضل.» «أتصور أن ذلك بالضبط ما دار بذهنه عندما تولى السلطة من رئيس الوزراء الأخير.»
قالت جوليان: «إذن، فلن تتحدث إلى الحاكم؟»
قاطعها رولف قائلا: «بالطبع لن يتحدث إليه. لم يكن ينوي ذلك من الأساس. كان إحضاره إلى هنا مضيعة للوقت. كان تصرفا عديم الجدوى وغبيا وخطيرا.»
قال ثيو بهدوء: «أنا لم أقل إني لن أقابله. لكن يجب أن أذهب إليه بشيء أكثر من مجرد أقاويل، وخاصة لأنه ليس بإمكاني أن أخبره كيف ومن أين حصلت على معلوماتي. قبل أن أبلغكم بقراري، أريد أن أشهد أحد فعاليات الراحة الأبدية. متى ستقام الفعالية القادمة؟ هل يعلم أحد منكم موعدها؟»
अज्ञात पृष्ठ