مثل الغنم.
كانت هناك سيارة تنتظرهم أثناء عودتهم في مكان محدد أوصلتهم إلى مدينة حرض. ابتهج مجاهد الصراري لمقدمهم، أخبره المسعودي بما قام به زربة وكيف أنقذ البرطي من الهلاك والقات مربوط إلى ظهره وحمل القات بدلا عنه. ضحك زربة وقال: يا جماعة أنا خفت على القات مش
62
على البرطي.
قال مجاهد: يا زربة أنت أعجبتني من أول مرة أبصرتك وسأعطيك نصيب البرطي.
حصل زربة على مائة ألف ريال دفعة واحدة ، فرح كثيرا فهو لم يستلم مبلغا كهذا مقابل عمل يومين، وجد التهريب مربحا جدا وقرر الاستمرار في تهريب القات، وتوسعت أحلامه لتحقيق مستقبل جيد لأسرته ورأى نفسه أنه من علية القوم.
21
بعد ثلاثة أيام استعد زربة لرحلة تهريب أخرى. أخبروه أنهم سيعبرون طريقا آخر ستكون هذه المرة عبر وادي المخدرة في جيزان وسيعبرون صحراء. أخذ زربة معه مجرفة صغيرة. ركب السيارة هو ورفاقه إلى أن أوصلتهم إلى المكان المحدد على الحدود. حمل زربة القات على ظهره ضعفي المرة السابقة، كان يبدو كحمار يحمل على جنبيه، فكان يمشي وهو يتوكأ على المجرفة. مشوا ليلا على جانبي الوادي حيث تغطيه شجر السدر لم تكن الطريق وعرة، يمر فيها الحمير المدربة على التهريب. أثناء مشيهم ليلا وجدوا حمارا عائدا، بعد أن أوصل حمولته من القات إلى المكان المحدد في منطقة عسير. سأل المسعودي زربة: كم تقدر سعر هذا الحمار؟ - عشرين ألف ريال. - قيمته هنا مائتا ألف ريال. حاول أن تقترب منه.
اقترب زربة من الحمار فرمحه برجليه. مال قليلا عن الرفسة فوقعت على القات وانقلب على جنبه، وفر الحمار مسرعا. ضحك رفيقاه ثم قال المسعودي: لو كان الحمار يحمل القات شيبرك على بطنه مباشرة حين يرانا، ثم يتابع سيره بعد أن يشعر بزوال الخطر عليه.
كان يمشي خلفهم خمسة أفراد يمنيين واثنان صوماليان يحاولون التسلل إلى الأراضي السعودية. خاف زربة منهم لكن المسعودي أخبره أنه قد اعتاد على هذه المشاهد وهم يعبرون عن طريق بني سالم في صعدة، متوجهين نحو عسير. يوجد هناك أسلاك كهربائية تمنع المتسللين إلى الأراضي السعودية، لكن المهربين كانوا يحفرون تحت الأسلاك ويمرون ليلا، وحين يكتشفهم الحرس يحفرون مكانا آخر. قتل البعض وسجن الآخر، إلى أن شددوا الحراسة فكانوا يطلقون النار على أي هدف يقترب من الأسلاك على مسافة بعيدة. مر المتسللون بجوار زربة ورفاقه وهم يمشون بخفة، وكان الصوماليان يحملان على ظهريهما حقائب صغيرة. قال لهم المسعودي: موفقين، إن شاء الله ما يمسكمش
Shafi da ba'a sani ba