مثل هذه الأيام.
4
ذات يوم سأل زربة جليلة إحدى العاملات معهم، وهي تقدم له الحجارة، وعلى وجهها طبقة رقيقة من الهرد: لو تقدم أحد يتزوجك؟ ضحكت وقالت له: مهرنا نحن العاملات ضعفين ههههه، وانصرفت كغصن يداعبه النسيم، وفي المساء ذهب زربة إلى فراشه، حيث ينام عادة بجوار صادق العردان. أثناء نومه رأى الغرفة مضيئة بنور ساطع وخالية من العمال. ورأى جليلة تدخل عليه بثياب العرس تمشي رويدا، تساعدها المروحة
17
مزينة بمشقري النرجس على جانبي خدها، يفوح عطرها ملء الغرفة. قام يستقبلها وراح يحضنها ويقبلها، فصاح صادق العردان وقد حضنه زربة: ما نش مرتك.
18
أغضب الشيطان، قم روح
19
عند مرتك.
ضحك العمال على زربة، وعند عودتهم إلى النوم ثانية، سمعوا صياحا في القرية، قيل لهم إن السارق الأسود سرق راديو من نافذة الدور الثالث لأحد البيوت، وقد تكررت سرقاته ولم يستطيعوا إلقاء القبض عليه. عرف زربة أنه عبادة. انتهوا بعد أربعة أشهر من البناء ولم يبق إلا السطح، فأخذ سالم الحطاب يشذب الأخشاب لوضعه على السطح وشماس يعد الطين ليكون طينا لازبا حتى لا يتسرب المطر إلى الغرف، قام العمال ببسط الطين بعناية على السطح ثم وضعوا التراب الجاف عليه.
Shafi da ba'a sani ba