يا لبنى، هل من أحد يرانا أو يسمعنا؟
لبنى :
كلا يا سيدي.
وزير :
قد أتيت لأظهر لك أن إسكندر قد عدم رشده في هوى أسما، وقد عجزنا ولم نقدر على إرجاعه عن عزمه، ويريد أن يتخذها امرأة له، وقد أظهر استعداده لإجراء كل الوسائط الممكنة ليحصل عليها، ولو كلفه الأمر فقد حياته، ولأجل هذا كنت توجهت في صباح هذا اليوم؛ لأخبر الملك بأمر إسكندر وعشقه لأسما، عسى يردعه عن ذلك إذ من جهة لا يقبل الملك قط أن يزوج وحيده بابنة فقيرة، ونحن من الجهة الثانية لا نقدر أن نكشف له حقيقة حال أسما خوفا من غضبه. إلا إنني يا لبنى عند دخولي عليه وجدته في اضطراب زايد، عابس الوجه مقطب الحاجبين، وقبل أن أحييه بالسلام ألقى إلي ورقة وقال: اقرأ. فقرأت هذه الكلمات: «أيها الملك الجليل، ابحث ودقق لتعلم حقيقة حال مولودك، وخذ في ذلك رأي الوزير.»
لبنى (لنفسها) :
يا لطيف.
وزير :
والورقة مكتوبة بخط الملكة المرحومة، وتاريخها قبل موت الملكة بمدة وجيزة، يعني بعد أن ولدت بسنتين.
لبنى :
Shafi da ba'a sani ba