صلى الله عليه وسلم
قال: «الترك أول من يسلب أمتي ما خولوا.» وعن ابن عباس أنه قال: «ليكونن الملك - أو قال الخلافة - في ولدي حتى يغلب على عزهم الحمر الوجوه، الذين كأن وجوههم المجان المطرقة.» وعن أبي هريرة أنه قال: «لا تقوم الساعة حتى يجيء قوم عراض الوجوه صغار الأعين، فطس الأنوف، حتى يربطوا خيولهم بشاطئ دجلة.»
9
زاد نفوذ الأتراك شيئا فشيئا، بكثرة ما كان يرد على عاصمة الخلافة من بلادهم، وبما أبدوا من بسالة في حروبهم، وبما تزاوجوا وتناسلوا، وبتأييد الخلفاء لهم؛ فالواثق بعد المعتصم «استخلف سنة 228ه على السلطنة أشناس التركي، وألبسه وشاحين مجوهرين وتاجا مجوهرا. وأظنه أول خليفة استخلف سلطانا، فإن الترك إنما كثروا في أيام أبيه».
10
وفي أيامه نكل قواد الأتراك بكثير من الأعراب في مواضع مختلفة من جزيرة العرب، فمرة حول «المدينة»، ومرة باليمامة، وكان على رأس الجيش بغا الكبير التركي. واحتقر الأعراب أول أمرهم هؤلاء الترك وقالوا لمن استنجد بهم: ما هؤلاء العبيد والعلوج؟ تقاتلنا بهم؟! والله لنرينك العبر!» ولكن هؤلاء العبيد والعلوج انتصروا عليهم، وكان بغا يحضر الواحد من أسرى بني نمير ويضربه ما بين الأربعمائة إلى الخمسمائة وأقل من ذلك وأكثر. وعاد بغا ومعه الأسرى من قبائل مختلفة من العرب،
11
ولهذه الحادثة وأمثالها أثر في ضعف نفسية العرب أمام الترك.
وكان مما فعله المعتصم متمما لاعتماده على الأتراك أن كتب إلى واليه على مصر كيدر، واسمه نصر بن عبد الله، يأمره بإسقاط من في الديوان من العرب
12
Shafi da ba'a sani ba