عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ اني وَالله انما أَنا قَاسم لَا أعطي أحدا وَلَا أمنع أحدا وَلَكِن أَضَع حَيْثُ أمرت سيطرة المحبوب على الْمُحب وَصُورَة المحبوب المتمثلة فِي النَّفس يَتَحَرَّك لَهَا الْمُحب وَيُرِيد لَهَا وَيُحب وَيبغض ويبتهج وينشرح عِنْد ذكرهَا من أَي جنس كَانَت فَتبقى هِيَ كالآمر الناهي لَهُ وَلِهَذَا يجد فِي نَفسه كَأَنَّهَا تخاطبه بِأَمْر وَنهي وَغير ذَلِك كَمَا يرى كثير من النَّاس من يُحِبهُ ويعظمه فِي مَنَامه وَهُوَ يَأْمُرهُ وينهاه ويخبره بِأُمُور تَدْلِيس ابليس على المحبين وَالْمُشْرِكُونَ تتمثل لَهُم الشَّيَاطِين فِي صور من يعبدونه تَأْمُرهُمْ وتنهاهم والقائلون بِالشَّاهِدِ والمنتسبون الى السلوك يَقُول أحدهم انه يُخَاطب فِي بَاطِنه على لِسَان الشَّاهِد فَمنهمْ من يُصَلِّي بِاللَّيْلِ وَذَلِكَ بازائه ليشاهده فِي الضَّوْء وَمِنْهُم من يُشَاهِدهُ فِي حَال السماع فِي غَيره ويظنون أَنهم يخاطبون ويجدون المريد فِي قُلُوبهم بذلك وَذَلِكَ لأَنهم يتمثلونه فِي أنفسهم وَرُبمَا كَانَ الشَّيْطَان يتَمَثَّل فِي صورته فيجدون فِي نُفُوسهم خطابا من تِلْكَ الصُّورَة فَيَقُولُونَ خوطبنا من جِهَته وَهَذَا وَإِن كَانَ مَوْجُودا فِي الْمُخَاطب فَمن الْمُخَاطب لَهُ فالفرقان هُنَا فَأَما ذَلِك الْمُخَاطب من وسواس الشَّيْطَان وَالنَّفس وَقد يخاطبون بأَشْيَاء حَسَنَة رشوة مِنْهُ لَهُم وَلَا يخاطبون بِمَا يعْرفُونَ
1 / 47