وسروال مجلود وقيد سجين
ولا تعرضوا شعري عليه فحسبه
من الشعر حكم خطه بيمين
ولا تقرءوه في «شبرد» بل اقرءوا
على ملأ في دنشواي حزين!
شوقي وحافظ
أعتقد أني كنت واضحا عندما تكلمت عن موقف شوقي وحافظ من حادث دنشواي، فقد سجلت أن حافظا لم يتعرض في قصيدته للقضاة المصريين، وصب لعناته على إبراهيم الهلباوي المدعي العام، وأن شوقي هاجم القاضي المصري أحمد فتحي، وقال فيه أبياتا تنبض بالازدراء والمرارة.
ولم أقصد بذلك إلا أن أصحح ما رسب في الأذهان عن وطنية شوقي، فقد كان برغم وضعه من القصر، يعبر عن آمال الشعب وآلامه، وكانت ظروف وظيفته تقتضيه أن يستعمل الدبلوماسية والكياسة، حتى لا يحرج نفسه مع القصر، ولا يحرج القصر معه، وكان معروفا عنه أنه يكره الإنجليز والاحتلال، ويشايع الحزب الوطني.
وكان للوطنية في تلك الأيام أكثر من مفهوم؛ هناك من جاهر بمقاومة الاحتلال والتمسك بالولاء لآل عثمان، وهناك من دعا إلى التخلص من سيطرة آل عثمان والتفاهم مع الإنجليز على الجلاء، وهناك من تمرد على الاحتلال والقصر معا ونادى بالاستقلال التام.
وكان شوقي يكفر بالاحتلال، ويؤمن بالخلافة، وكذلك كان الحزب الوطني يوما ما.
Shafi da ba'a sani ba