وقال مصطفى رضا: إذا كان التجديد هو تقليد الموسيقى الغربية فما أسهله!
وثار الشيخ سيد ورد عليه: إنني لا أقلد أحدا، إنني أعزف مشاعري، أعبر عن انفعالي بأنغام لها وحدة وجود وهدف.
وسأله مصطفى رضا: هل سمعت شيئا من الموسيقى الغربية؟
وقال الشيخ سيد: سمعت.
وأخذ مصطفى رضا يعزف على القانون لحنا من أوبريت «كارمن» للموسيقار «بيزيه»، وقال للشيخ سيد: ما الفرق بين هذه الموسيقى وبين موسيقاك؟
فقال الشيخ سيد: هذه موسيقى «بيزيه»، أما موسيقاي فهي موسيقى سيد درويش.
فضحك مصطفى رضا، وفي هذه اللحظة كان الساعي يضع أمام الشيخ سيد فنجان قهوة، فتناول سيد درويش الفنجان بيده ورمى به فوق المائدة، احتجاجا على سخرية مصطفى رضا به، وقعت القهوة الساخنة على ركبة فتى صغير، كان يجلس بجوار مصطفى رضا فصرخ من الألم.
وكان هذا الفتى هو محمد عبد الوهاب!
وغادر الشيخ سيد معهد الموسيقى الشرقي غاضبا، وجرى خلفه محمد عبد الوهاب حتى لحق به وأخذ يسترضيه، وأقبل مصطفى رضا وحسن أنور وبعض أصدقاء المعهد، ووقفوا مع الشيخ سيد واعتذروا له، وعادوا به إلى المعهد ليناقشوه في هدوء.
ولم تجد المناقشة، قال لهم الشيخ سيد: أنتم تعيشون في الماضي، وتنظرون إلى الوراء، وأنا أعيش عصري وأنظر إلى المستقبل.
Shafi da ba'a sani ba