وأحبت الفتاة كهلا في حدود الأربعين، وكانت مخطوبة لشاب جميل يحبها ولا تحبه.
الكهل موسيقي - هكذا تقول القصة - والشاب طالب جامعي.
والفتاة تشبه المؤلفة نفسها، كوليت سهيل خوري، وهي تصور نفسيتها الثائرة المتمردة، عندما أرادت أن تكمل دراستها. إن العادات الصارمة تتعقبها؛ الأسرة تقف في وجهها بالمرصاد، وهي تسأل: لماذا يرفض أبي أن أتعلم؟
كيف؟ كيف أقبل أن أعيش حياة تافهة؟
كيف أرضى أن أعيش بين أربعة جدران، أقتل طموحي بالملل، وأدفن آمالي في انتظار العريس؟
لا، أنا لم أوجد فقط لأتعلم الطهي، ثم أتزوج فأنجب أطفالا، ثم أموت.
إذا كانت هذه هي القاعدة في بلدي، فسأشذ أنا عنها، أنا لا أريد أن أتزوج!
أنا أريد أن أعيش حياتي، لا أن ترسم لي حياتي، أريد أن أحصل على شهادات عالية، أريد أن أدرس الموسيقى، أن أتعلم الغناء، أن أكتب الشعر، أن أرسم، أن أعمل، أن أشتغل، أن أسافر ... أريد، أريد، أريد!
وكم وكم يريد طموح السابعة عشرة!
وتمضي كوليت فترسم جو الأسرة، وجو المجتمع، وترصد نظرات الاتهام التي ترهقها من الناس، وبخاصة من عمها، فقد كان يعلن للجميع: إن هذه الفتاة ليست متزنة ! لماذا تنشر أشعارها في المجلات؟ وماذا تفيدها كتابة الشعر؟ إنها فتاة غريبة الأطوار، منطلقة، تصرفاتها تخلق لنا مشاكل.
Shafi da ba'a sani ba