لافتداها بخمسة من شيوخ
من أساطين هيئة العلماء
وكان المراغي في ذلك الوقت شيخا للأزهر، ورئيسا لأساطين هيئة العلماء! غفر الله لنا ولحافظ إبراهيم!
الغفران
كنا نتحدث عن الشاعر عمر الخيام، هل كان ملحدا؟ هل كان شاكا؟ هل كان متصوفا؟ هل كان عربيدا؟
وقلت: إن الخيام كان مؤمنا، وفغر الحاضرون أفواههم، وقالوا: هل يكون مؤمنا من يناقش الله ويعاتبه، ويقول له: كيف لا تغفر لي إلا إذا تبت عن ذنبي؟ إنك لست تاجرا حتى تعطيني غفرانا مقابل توبة، ولكنك إله تعطي بلا مقابل!
إن هذا تجديف.
قلت: إن هذا التجديف يدل على الإيمان أكثر مما يدل على الإلحاد؛ فالإيمان بالله هو أن تشعر به.
والخيام يخاطب الله كما لو كان - سبحانه وتعالى - كائنا حيا يرضى ويغضب، يقسو ويرحم، وهذا شعور عميق نافذ جارف بوجود الله.
ربما كان تصور الخيام خاطئا، ولكن الشعور صحيح، وإذا كان منطق الخيام ضعيفا أو تافها، فإن هذا لا يعني أنه غير مؤمن، وما أكثر المتصوفين والمنقطعين لعبادة الله، الذين خاطبوا ربهم، عاتبين ساخطين، وقد روت الأساطير القديمة أن أيوب، وهو نبي من أنبياء الله، ثار على ما امتحنه الله به، من موت زوجه وأبنائه، وإصابته بالجذام والبرص والطاعون، ولما زاره أصدقاؤه من الملائكة والرسل، وسمعوا صرخاته في وجه الله هربوا منه، فقال لهم الله: لماذا تهربون؟ لو لم يغضب من قسوتي لما استحق رحمتي!
Shafi da ba'a sani ba