298

مذقة (1) من لبن يفطر صائما ، أو شربة من ماء عذب ، أو تمرات ، لا يقدر على أكثر من ذلك. ومن خفف فيه عن مملوكه خفف الله عليه حسابه.

وهو شهر أوله رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وآخره الإجابة والعتق من النار.

ولا غنى بكم فيه عن أربع خصال : خصلتين ترضون الله بهما ، وخصلتين لا غنى بكم عنهما. أما اللتان ترضون الله بهما : فشهادة أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله. وأما اللتان لا غنى بكم عنهما : فتسألون الله فيه حوائجكم والجنة ، وتسألون الله فيه العافية ، وتتعوذون من النار».

وقال رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم : «نوم الصائم عبادة ، وصمته تسبيح ، ودعاؤه مستجاب ، وعمله مضاعف».

( فمن شهد منكم الشهر ) فمن حضر في الشهر مقيما غير مسافر ( فليصمه ) فليصم فيه. والأصل : فمن شهد فيه فليصم فيه ، لكن وضع المظهر موضع المضمر الأول للتعظيم ، ونصب على الظرف ، كقولك : شهدت يوم الجمعة ، وحذف الجار ونصب الضمير الثاني على الاتساع.

( ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ) حد المرض الذي يوجب الإفطار ما يخاف بالصوم الزيادة المفرطة فيه. وحد السفر الذي يوجب الإفطار ثمانية فراسخ كما يشهد له الروايات الواردة عن أئمتنا صلوات الله عليهم. وتكريره لتخصيص قوله : ( فمن شهد )، أو لئلا يتوهم نسخه كما نسخ قرينه ، وهو قوله : ( وعلى الذين يطيقونه ).

( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) أي : يريد أن ييسر عليكم في الرخصة للمريض والمسافر ، إذ لم يوجب الصوم عليهما. وقيل : يريد بكم اليسر في جميع أموركم ، ولا يعسر بالتضييق عليكم ، فلهذا نفى عنكم الحرج في الدين ،

Shafi 303