235

السداد كيف يتسببون لسداد من وراءهم؟! وخصا بعضهم لما اعلما أن في ذريتهما ظلمة. وقيل : أراد بالأمة أمة محمد صلى الله عليه وآلهوسلم . وروي عن الصادق عليه السلام : أنه أراد بالأمة بني هاشم خاصة.

( وأرنا ) من : رأي ؛ بمعنى أبصر أو عرف ، ولذا لم يتجاوز مفعولين ، أي : عرفنا وبصرنا ( مناسكنا ) متعبداتنا في الحج ، لنقضي عباداتنا على حد ما توقفنا عليه. والنسك في الأصل غاية العبادة ، وشاع في الحج ، لما فيه من الكلفة والبعد عن العادة.

وقرأ ابن كثير ويعقوب : أرنا ، قياسا على «فخذ» في فخذ. وفيه إجحاف في الإسقاط ، لأن الكسرة المنقولة من الهمزة الساقطة دليل عليها ، إلا أن يقرأ بإشمام الكسرة.

( وتب علينا ) قالا هذه الكلمة انقطاعا إلى الله ، إرشادا لذريتهما ليقتدوا بهما ، أو استتابة لذريتهما. أو معناه : إرجع علينا بالرحمة المتفضلة الموجبة لمزيد الثواب. وليس المراد استتابتهم عن معصيتهم ، لأن الأدلة القاهرة قد دلت على عصمة الأنبياء عن الصغائر والكبائر ( إنك أنت التواب ) الرجاع إلى الرضوان والمغفرة ، أو كثير القبول للتوبة ( الرحيم ) لمن تاب من عبادك.

( ربنا وابعث فيهم ) في الأمة المسلمة ( رسولا منهم ) من أنفسهم وهو نبينا محمد صلى الله عليه وآلهوسلم ، ولم يبعث من ذريتهما غير محمد صلى الله عليه وآلهوسلم ، فهو المجاب به دعوتهما ، كما قال عليه السلام : «أنا دعوة أبي إبراهيم ، وبشرى عيسى ، ورؤيا أمي» وسائر الأنبياء الذين بعد إبراهيم من نسل إسحاق.

( يتلوا عليهم آياتك ) يقرأ عليهم ويبلغهم ما يوحى إليه من دلائل التوحيد والنبوة ( ويعلمهم الكتاب ) القرآن ( والحكمة ) ما يكمل نفوسهم من المعارف والأحكام الشرعية. وعن أنس : هي الفقه بالتأويل. ( ويزكيهم ) عن أدناس الشرك

Shafi 240