Zubdat Kashf
Zubdat Kashf al-Mamalik fi
Nau'ikan
الباب الرابعة في وصف الصاحب الوزير والدوله الشريفة والسادة المباشرين أركانها وما بتعلق بكل ديوان وكتابه مثل الإنشاء والجيش والمفرد والخاص وبقية الدواوين والموفقين على ما بأتى نفصيلها فصل في وصف الصاحب الوزير والدوله الشريفة وما قدمناه إلا لفضيلته ونذكر بعض ما فضل به على غيره، وقد صرح الكتاب والسنة باتخاذ الوزير والاستظهار به فى التدبير : قال الله تعالى في قضة موسى عليه السلام : { واجعل لى وزيرا من أهلى} [سورة طه: الأية 29] . وقال تعالى : { وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا [سورة الفرقان: الاية 35] . قال الواحدى في تفسيره أى ملجا ومعينا وقال رسول الله : من ول شيئا من أمور المسلمين وأراد الله به خير جعل له وزيرا صالحا إن نسع ذكره وإن ذكر أعانه، وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء إن نس لم يذكره وإن ذكر لم يعنه . واختلف فى اشتقاق هذا الاسم علم ثلاثة أوجه ، أحدها أنه مأخذ من الوزر ، وهو الثقل ، فإن الوزير يحمل عن الملك أثقاله ، وثانيها انه مشتق من الوزر وهو الملجا ، ومنه قوله تعالى : { كلا لا وزر لسورة القيامة: الأية 11) أى لا ملجا فالملك يرجع إلى رأى الوزير ومعرفته وتدبيره ، وثالثها أنه مأخود من الأزر وهو المظهر ، ومنه قوله تعالى في قضة موسى عليه السلام ، { أشدد به أزرى} [سورة طه الأية 31] أى قوى ظهرى ، فالملك يقوى بالوزير كقوة البدن بالظهر . ومن انتصب لهذه الوظيفة لزمه النهوض بمهمات الدولة وأمور المملكة بأن يحمل أتقالها، ويزيح اختلالها ، ويصلح أحوالها ، ويحفظ رجالها ، وينقى أموالها، ويستخدم الكفاة الثقاة ويوليهم أعمالهم ويلزمهم محجة المعدلة واعتدالها ، ويحذرهم عاقبة الظلم ووبالها ، وينذرهم نكال الظلمة والخونة وما لها ، ثم يتفقد فضائل أحوالهم ، ويراعى تصرفهم فى أشغالهم ، ويتطلع سرا وجهرا إلى أقوالهم وأفعالهم ، فمن وجده منهم قد نسى ذكره ، أو غفل عن شىء بصره ، أو أخطا عن سهو عذره، ومن أحسن منهم في عمله ثمره، وقام فيه بواجب حقه ووقره، وخصه بزيادة رعايته وأعلى مكانته وشكر ، ومن خان عهد أمانته وفرط فى ولايته عاقبه وعزله وعزره، ويعتنى بجهات الأموال وحراسة أسبابها ، وفتح أبوابها وضبط حسابها ، وبث الإحسان ، فى مظان اكتسابها ، واعتماد العدل والأنصاف في استخراجها واجتلابها ، فإن كثرة الأموال وقلتها بقدر المعرفة باجتلابها ، من شعابها من جرى مقررة، ومتاجر معشرة وأخرجة محضرة وعشور محررة وقسم مقذرة وغنائم موفرة وفىء من جهات غير منحصرة هذا إلى زكاة واجبة ، وأجور لازمة وديات دماء ذاهبة ومحرر مباحات رائبة ، ومستخرج معان غير ناهبة ، وعداد نعم سائمة لا سائبة ، ووظائف على أثرة عاملة ناصبة ، إلى غير ذلك من تربيع مزارع وتوزيع قطائع وتوسيع مراتع وتفريع مواضع ، وترجيع طوالع فهذه جهات أموال جعلها الشرع بيد السلطنة زمام استخراجها ، ومكن من استيفائها بسلوك طريقها ومنهاجها ، وفوض فيها حقوقا تجب رعايتها عند صرفها وإخراجها ، فإذا أقام وزير المملكة فى جهات الأموال نوابا بين لهم تفصيل هذا الإجمال ، وحرضهم على حسن التوصل إلى استخراج الأموال ، وعرفهم الطرق المفضية إليها لئلا يشتبه عليهم الحرام بالحلال ، وأمرهم باتباع الحق واجتناب الباطل على كل حال ، ويتفقد السلطان أعمال الوزير ، وما قد أصدره عن الرأى والتدبير ، فما وجده على وفق الصواب قرره وتركه ، وما رأه على خلاف ذلك رده واستدركه ، وفى فضائل الوزير وترجيحه على غيره وما يتعين له وعليه أمور كثيرة اختصرتها خوف الإطالة . وزوى أن سبب تلقب الوزير بالصاحب أنه كان أبو القاسم أسماعيل بن أبى عباد العباس بن عباد الطالقانى ، كان نادرة الدهر وأعجوبة العصر فى فضائله ومكارمه ، وكان يصحب أبا الفضل بن العميد ، فقيل له : صاحب ابن العميد ، ثم أطلق عليه هذا اللقب لما تولى الوزارة ، وبقق عليه ، ثم سمى به كل من ول الوزارة بعده ، وكان هذا الصاحب ابن عباد وزير مؤيد الدوله ، ثم وزير أخيه فخر الدوله ، ومما قيل فيه : أبعد ابن عباد بهش إلى السرى أخو أمل أو يستماح جواد أبى الله إلا أن يموتا بموته فما لهما حتى المعاد معاد ومما رثى به رحمه الله ، ما مت وحدك بل كل امرىء ولدت حواء طرا بل الدنيا بل الذين تبكى عليك العطايا والصلاة كما بكت عليك الرعايا والسلاطين قام السعاة وكان الخوف أقعدهم واستيقظوا بعد ما مت الملاعين لا يعجب الناس إن هم فيهم انتشروا مضى سليمان وانحل الشياطين وأيضا فيه : ورث الوزارة كابرا عن كابر موصولة الإسناد بالإسناد وحكى أنه كان لبعض الخلفاء وزير ، وكان الثغ لا يحسن أن يتلفظ بالراء وكان يستعمل الالفاظ التى تغنيه عن ذلك بأحسن عبارة ، بحيث لا يظهر لأحد عيبه ، ولم يشعر به الخليفة مدة وزارته حتى اجتمعت الحساد وعرفوا الخليفة بذلك ، واجتهدوا إلى أن أمره الخليفة بكتابة كتاب من مضمونه إن الأمراء بالبصرة يحفرون نهرا يمر به الفارس برمحه فكتب ، فقال له الخليفة : اقرأه فقرا الوكلاء بالفيحاء يجدلون جدولا يخطو به الكميت بقنائه ، فاستطرف الخليفة منه ذلك وكان اسمه نجما وكان للخليفة ولد اسمه يحبى ، وكانوا أتهموا الوزير به لمحبته له ، وكان مكتوبا على فص خائم الوزير أحرف ، فاجتهدت الحساد أن الخليفة يقرا ما فى خائمه ، فوجد مكتوبا فيه تجم عشق يحيى فأمر بقتله ، فسأله التمثل بين يديه ، فلما تمثل بين يدى الخليفة ساله عن ذنبه ، فقال له : ما هذا المكتوب في خاتمك ] فأجابه اسم الله الأعظم من القرآن: فقال له : اقراه فقرا بحم عسق نجنى ، فاستحسنه وخلع عليه واعتذر إليه . ولما وليت الوزارة في الأيام الأشرفية قصدتنى الشعراء ، وتغالوا في الأقوال حتى إن جمع بعض صحابى أوراق أشعارهم وكانت جملة ونسخ منها كتابا وسماه الدرر السنية فى المحاسن الغرسية ، وقد أعجبنى منها ما نظمه الشيخ شمس الدين بن الخراط ، وهى قصيدة مطوله من جملتها : يا وزيرا اختاره الله كفوءا وهو للمنصب الجليل خليل أنت للاشرف المليك عديل ووزير وصاحت وخليل وحكى أن يعض الخلفاء عزف وزيرا له فقال: إن الوزير هو قطب الدوله ومدارها، وزند المملكة وسوارها ، يستضيء الملك في ظلمة بهامه بأنوار تدبيره ، ويتحمل عنه أعباء ما يحدث من قليل والخطب وكثيره ، وجليله وحقيره ، وفتيله وتقيره فعليه بذل المجهود ليصيب الصواب بسهام هممة ، ويصوب أنواء أرائه فينجس من التدبير عيون ديمه ، ولما كان هذا المنصب في نفسه جليلا ، كان المناهل للقيام بوظائفه قليلا، فإن المتقدمين من فضلاء العظماء ذكروا في صفات مباشرته شرحا طويلا ، وحملوا من كمال أمانة الوزارة من الأوصاف المعتبرة عبا تقيلا ، وألخصها ما كتبه المأمون في اختيار وزير ليرتاد له ، فقال: إنى التمست لأمورى رجلا جامعا لخصال الخير ذا عقة فى خلائفه ، واستقامة ف طرائقه قد هذيته الآداب ، وحنكته الوقائع واحكمته التجارب ، إن اؤتمن على الأسرار قام بها، وإن قلد بمهمات الأمور نهض فيها ، نطقه العلم ، ونسكه الحلم ، وتكفيه اللحظة ، وتغنيه اللحمة له صوله الأمراء ، وإناوة الحكماء ، وتواضع العلماء ، وفهم الفقهاء ، وإن أحسن إليه شكر ، وإن ابتلى بالإساءة صبر ، لا يبيع نصيبا من يومه بحرمان عد يسترق قلوب الرجال بحلاوة لسانه ، وحسن بيانه ، وأما الدوله الشريفة فهى ديوان جليل ، بها تجمع الأموال من كثير وقليل . ولها جهات عديدة منها قطيا المعمورة ، وموجب البضائع الواردة إلى مصر والقاهرة بزا وبحرا ما لم يكن فيها صنف خاص ، ومتحصل بيت المال المعمور من جهات المواريث الحشرية ، وجهات مصر والقاهرة المضمونة والمحلوله مما يطول شرح تفصيلها ، وجهات الطرأنه ، وجهات منفلوط وبلاد إقطاعات وحمايات ، ومستاجرات ورسوم ولايات ، ومتحصل الحفير من عدة أقاليم، ومساحة القصب والقلقاس ، ودولات السواقى يزرع عليها أصناف عديدة وغير ذلك ، وعلى الدوله الشريفة مصروف جملة مستكثرة مثل تكفية عليق الخاص الشريف، وعلوفة القصاد والمترددين واسمطة الخاص الشريف، وتكفية عمائر السلطنة ، وصرف مرتب لحم المماليك السلطانية وجرايتهم ، وكذلك كل من له مرتب وتكفية البيوتات ، وصرف الصدقات المرتبة على بيت المال المعمور ، وعلوفة الأبقار وحمل الآتبان. والدريس للإصطبلات الشريفة ، وغير ذلك كان في أيام الملك الظاهر برقوق مصروف الدوله في كل شهر عن جميع ما ذكرناه وغيره خمسين ألف دينار ، وأما الأن فأقل من ذلك بشىء يسير ، وللدوله الشريفة ناظر ومباشرون ، وقيل: إنه كان عدة مباشرى الدوله الشريفة في الزمان المقدم نيف عن ثلاثمائة مباشر وبها مقدم وتحت يده رسل وأعوان جملة مستكثرة ولها حاجب وشاد دواوين وشاد المستخرج ، ولو أردنا وصف ما يتعلق بالدوله لطال الشرح حتى أنه حكى بعض الثقاة أنه رأى في بعض التعاليق إن رفع تعاريف الدوله لبعض الوزراء عن مصر والقاهرة عند عصرية النهار ، فكانت قريب من خمسة ألاف مثقال وهذا فى غاية العجب ، وأما الأن أظن أن ما يمكن أن ترفعه تعاريف الجهات المذكورة خمسمائة دينار فصل شى وصف السادة المباشرين أركان الدوله الشريفة وما يتعلق بكل ديوان وكتابه مثل الإنشاء والجيش والمفرد والخاص وبقية الدواوين والموقعين على ها يأتى تفصيله أما ناظر الإنشاء الشريف فهو كاتب السر وكاتم السر يطلق في حقه ناظر الإنشاء الشريف، وناظر دواوين الإنشاء الشريف، لأن بكل مملكة ديوان إنشاء ، وقيل: إن أول من وضع الخط العرين وصنع حروفه وأقسمه ستة أشخاص من طسم ، كانوا عند عدنان بن أدد أسماؤهم أبجد ، وهوز ، وخطى ، وكلمن ، وسعفص وفرشت ، فلما إن وجدوا أحرفا خارجة عن أسمائهم الحقوها بها وسموها روادف ، وزوى أن أول من أتى أهل مكة بكتابة العربية سفيان بن أمية بن عبد شمس ، ثم انتشرت وقيل غير ذلك ، والكاتب عضد معين وعون مسعد ، ولا بذ للمملكة منه ولا غنى لها عنه ، ومراتب الكتابة المتعلقة بالسلطانه، كانت قديما ثلاثا كتابة الإنشاء وكتابة الجيش وكتابة الأموال ، وأما كتابة الإنشاء فهى من مقومات الملك وقواعد المملكة ، وصاحبها المباشر لها في خدمة السلطان، معدود من أكبر الأعضاد والأعوان ، قائم فى اهتمام مقاصده وأغراضه مقام الترجمان ، فأنزل منه منزلة القلب واللسان من الإنسان ، فإنه المطلع على الأسرار ، المجتمع لديه خفايا والاختبار ، المنتفع به في طريقى النفع والأضرار ، ومن شروط براعته معرفة أيات القرأن وأسباب نزولها ، وعلم الأحاديث النبوية وكنه مدلولها ، وفهم سير الملوك الأولين في أفاعيلها وأوقاويلها، والتضلع من الحكم والآمثال بتفريعها وتأصيلها، والتطلع على وقائع العرب بجملها وتفاصيلها، والتوسع في أبحر المعانى الشعرية ما بين مقاربها وطويلها ، فبذلك يملك زمام البلاغة والبراعة ، ويرفى على أهل هذه الصناعة ، فإذا أمر السلطان بكتاب تخير له أفصح الفاظه وأرجح معانيه ، وجعل مطلع دعائه مشعرا بالغراض المودع فيه ، ويختصر تارة ويطنب أخرى ، ويستعمل في كل مقام ما هو أليق به وأحرى . حكى أن المأمون أمر عمرا ابن مسعدة كاتبه أن يكتب إلى بعض عماله كتابا لرجل له به عناية لحاجة للرجل عند المكتوب إليه ، وقال: أوجز ما استطعت وبالغ في حقه فكتب كتابى إليك كتاب وأثق بمن كتب إليه معتن بمن كتب له ، ولن يضيع بين الثقة والعناية حاملة والسلام ، فلما وقف عليه وقع منه بموقع ظهرت آثاره بنشره وبزه . ورأيت من له خبرة بديوان الإنشاء وأحواله يقول : شرط كاتم السر أن لا يكون يعرف بالتركى لئلا يطلع على بعض مقاصد الملك إذا تكلم باللفظ التركى ، وهدا ينافى قولنا كاتم السر فإن من لم يكتم السر إذا اطلع عليه بالتركي ، فكيف يكتمه بالعرب إذا كان فيه إخماد فتن وإراقة دم وغير ذلك ، وما ذكرت ذلك إلا تنبيها على تغليظ قائل هذا القول ، وأما على رأتى فإنه كلما حفظ كاتم السر لسانا من الأسن كان عظمة فى حقه . ويديوان الإنشاء الشريف عدة موقعين وهم قسمان قسم يسمون موقعى الدست هم أجلهم ، ولهم مراتب شىء أعلى من شىء ، وقسم يسمون موقعى الدرج ولهم أيضا مراتب، قيل: أنه كان قديما بديوان الإنشاء نيف عن أربعين موقعا لا يبطلون من الكتابة ، ولا يضجرون منها لكثرة متحصلهم ، وهى على أنواع متعددة ، منها العهود المقررة للخلفاء والسلاطين على المنهج الواضح ، والأسلوب المبين والتقاليد لقضاة القضاة أهل الخل والعقد، بما يليق بكل منهم من براعة المطلع والختام الدالين على معظم القصد ، ولكفال الممالك الشريفة ذوى الرتب العوالي والمناصب المنيفة، وللصاحب الوزير الذى وظيفته قوام الملك في التصرف والتدبير، وللسادة المباشرين أركان الدوله الشريفة أولى الأقلام الموضحة والأيدى العفيفة ومناشير الاقطاعات للأمراء والأجناد المؤيدين لنصرة الدين وحماية البلاد، والتفاوض لمن يعتمد عليهم مما يطول وصف ذكرهم ، والتواقيع لأرباب المناصب والوظائف المنصفين كل مظلوم، والرادعين كل خائف والتواقيع الشريفة الموصلة كل ذى حق حقه، وقاطعة من كل ظالم سببه ، والمراسلات والمكاتبات المشتملة على طلب الحوائج ، وذكر الأشواق والمعاتبات والمريعات بالأرزاق، والأمثلة المبلغة كل راج سؤاله وأمله والمطلقات ، وغير ذلك مما يسلك المنشىء لها أجمل المسالك الأصل ، واختصرت هنا لكوني جعلته مختصرا ، وأما المراسلات والمكاتبات فهى على أنواع، فالمكاتبات هى المكتوبة لمن للملك عليه الولاء، والمراسلات ضد ذلك ممن قرب أو تلا ، ولا يمكن أن.
يكتب عن السلطان أنه يقبل الأرض أبدا إلا إن كان لأمير المؤمنين خاصة ورتب المراسلات عديدة أجلها المقام العالى ، وأدناها المجلس العالى وما بينهما ولكل مراسلة ألقاب تخصها وأما المكاتبات فتنقسم على أقسام عديدة ، وأجلها المقر الكريم ثم المقر العالى ، تم الجناب الكريم ، ثم الجناب العالى تم المجلس العالى ، تم المجلس السامى ، ثم المجلس الأمير الأجل أو القاضى الأجل أو الخواجة الأجل أو الشيخ الصالح ، ثم الصدر الأجل وتتفاوت هذه المكاتبات أيضا بالدعاء والتعظيم وسيف وحسام وبياء وبغير ياء وبالكافل وأدام وضاعف وأدام وصدرت ورسم وهذه وغير ذلك ، وأما الإخوانيات تنقسم أيضا على أقسام عديدة أجلها ذكر اللقب خاصة وتعريفها قضة فلان ويقبل الأرض وينهى ، ثم ذكر اللقب والكنية . التعريف مطالعة فلان الفلاني ، ثم ذكر اللقب والكنية والشهرة والدعاء والتعريف كما تقدم ، وبعد يقبل يبدا بالدعاء ، تم المخدومي والكنية والشهرة والدعاء بوسط المطالعة ، والتعريف كما تقدم ويقبل وكثرة الدعاء ويت الأشواق ، ثم الأبواب العالية بمطالعة ، ويقبل الأرض تم الأبواب بغير مطالعة ثم الباب بيقبل ، وكثرة الدعاء تم الباسط بيقبل وتمجيد بالغ تم اليد من هذا النوع أيضا ثم المقر الكريم ثم الجناب الكريم ، ثم الجناب العالى ، ثم المجلس العالى تم المجلس السامى تم الصدر الأجل تم رسم ، وفى ذلك جميعه تفاوت فى الرتب بكثرة الدعاء وقلته وصغر العلامة وكبرها وغير ذلك ، فأما ما كان صدرا من ديوان الإنشاء فلا يمكن تغيره ولا تبديله ، فإنه على الأوضاع المحكمة والقانون المستقيم ، وتبين رتب الناس ومنازلهم ، وأما ما كان من الإخوانيات فلا بأس بالحشمة فيها بحيث أن يقارب المعنى ، ولا يبالغ فى الخروج عن الحدود فيكون على نوع الاستهزاء ، وأما صفة العلائم فجميع علائم السلطان بقلم الطومار لا يعلم بغيره أجلها أخوه ثم والده تم الاسم ويكتب على المناشير الله أملى وعلى القصص يكتب ، وتسمى عند أهل الديار المصرية رجل غراب ، وأما علامة الإخوانية وغيرها المملوك فلا صغيرة جدا تحت يقبل ، ثم أكبر منها تحت يقبل ، ثم المملوك فلان بقلم الثلث تحت أعز الله ، ثم بعد خمسة أسطر ثم بأخر الكتاب ، ثم تحت البسملة فى بيت العلامة ، ثم يقلم الطومار تحت البسملة أيضا المملوك فلان ثم أخوه فلان ثم والده فلان تم الاسم خاصة ثم يعتمد فهذه نبذة من وصف الأنشاء وقد تقدم الاعتذار إن هذا الكتاب ملخص جدا فلا يمكن التطويل فيه ، ولا شرح بعض ما ذكرناه ومن له خبرة بديوان الإنشاء الشريف يفهم ذلك جميعه ، وأما المبايعة والفسخ ونسخ الخلف والخلع والأمانات والدفن والهدن فكل من هؤلاء له حكم ، وصفة بذاتها يفهمها كتاب الإنشاء الشريف، وقد وضعت ذلك أيضا في مصنفى الأصل . وأما ناظر الجيوش المنصورة فإنه من المعدودين بالممالك الإسلامية ، يقال : إن أزل من دون الدواوين في الإسلام وضبط الأمور عن الانتشار ، وأحاط الأحوال بيد الاستظهار ، ونزل أرباب الأرزاق على مراتب الأقدار، وجعل ما قرره من العطاء والقراء متصفا بمقدار أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فإنه لما اتسعت خطة الإسلام وامتدت أقطاره ، وظهرت آثاره ، وكشرت أنصاره ، وصارت ترد على أمير المؤمنين حمول الأموال ، من جهات الولاة والعمال، شاور من يعتمده لما هو الأحوط ، والانفع والأغبط ، فكل من الصحابة رضي الله عنهم ، قال : ما عنده من الشور ، وبدل فى المناصحة جهده حتى قال خالد بن الوليد يا أمير المؤمنين إنى كنت رأيت ملوك الشام قد دونوا دواوين وجندوا جنودا فدون أنت ديوانا وجند جنودا قبادر عمر رضع الله عنه ، واستدعى عقيل بن أبى طالب ومخرمة بن توفل وجبير بن مطعم ، وكانوا أنساب فريش ، وقال: اكتبوا الناس على منازلهم . فقالوا : ما نعلموه من رتب الناس . وقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : إنى حضرت رسول الله وهو يبدا ببنى هاشم وببنى المطلب، فيدا عمر بهم ثم بمن يليهم من قبائل قريش بطنا بعد بطن حتى استوفى قريشا ثم انتهى إلى الأنصار إلى أخر ما ورد فى ذلك ، وقد اجتمع أهل الدراية بتدبير الممالك ، ومن انتصب لإصلاحها بإيضاح الطرق والمسالك ، إن من فراسة المملكة وسياقة الدوله ضبط أمور الجيش وحفظ أحوال الجند ، فإنه قطب مدارها ، وسبب استقرارها ، فيتعين الاغتناء به والنظر في مصالح كتابه فإنه شأنه أرفع وديوانه أجمع ، وعلمه أوسع ، لا سيما فى دوله فسيحة الأطراف ، واسعة الاكناف ، قد ذلت جريدة جيشها على الألاف ، فتحتاج إلى ترتيب منازلهم على قدر طبقاتهم، وضبط مقادير اقطاعاتهم وتفقاتهم ، ورعاية مبادىء مددهم وأوقاتهم ، ومعظم هذه الأمور معذوقة بناظر الجيوش المنصورة المشار إليه ، الذي مداره جميع أحوال المملكة على ما يصدر منه ويرد إليه وديوان الجيوش المنصورة ينقسم على قسمين ، قسم يعرف بديوان الجيش المصرى به جميع ما ينصب إلى الديار المصرية من أمج من الفرات وإلى الجنادل ، وقسم يعرف بديوان الجيش الثامن به جميع ما ينصب إلى أرض الشمال من الفرات من أمج وإلى ديار بكر حتى أنه لا يفرط بهذا الديوانين تمن دانق والجيوش تنقسم على أقسام أجناد خلقة وبحرية وتركمان وعرب وأكراد وغير ذلك .
حكى أنه وصل إلى الديار المصرية فى أيام بعض السلاطين قاصد من قرابالقلى أعظم ملوك الشرق ، ومعه كتاب يخبر فيه أنه عازم على أخذ الديار المصرية أو يقوم له بالجزية ، وأخبر أن عسكره جملة مستكثرة لا تحصى وبها عدة توامين، وكل تومان معه عشرة ألاف فارس ، وإن جميع عسكر بلاد السلطان ، إذا جمع ما يقابل عشرين تومانا من توامينه ، والعشرين تومانا إذا انفروا عن عسكر لا يبان النقض فيه ، فانحصر السلطان من ذلك ، وقال: ما يكون جواب هذا الباغى وجميع أرباب رأيه ، وأخصاء دولته منهم من قال: ترك جوابه، ومنهم من قال: نظهر له من الكلام القوى ما هو أعظم مما قاله ، ومنهم من قال المداراة أنسب ، ومنهم من قال: نجاوبه بكلام يؤديه عند سماعه ويشوش عليه ، ومنهم من قال: غير ذلك ، وكان في ذلك الزمان ناظر جيش ليس له نظير فى المعرفة والمعقول ، فقال : يا مولانا السلطان وحياة رأسك عسكرك أكثر منه وأنا أبتن لك ذلك ، ويكون جواب هذا الباغى أن تكتب جرائد من ديوان الجيوش المنصورة ، وترسل إليه على السكت من غير جواب . فأجابه السلطان إلى ما قاله ، فكتبت جرائد من جيش الديار المصرية بأسماء أجناد الحلقة ، وعدتها أربعة وعشرون ألفا والمماليك السلطانية عشرة ألاف، ومماليك الأمراء ثمانية ألاف، وأجناد الحلقة بدمشق المحروسة أثنا عشر ألفا، ومماليك كافلها والأمراء بها ثلاثة ألاف ، وأجناد الحلقة بحلب المحروسة ستة ألاف ، ومماليك كافلها والأمراء بها ألفان، وأجناد الحلقة بطرابلس المحروسة أربعة ألاف ومماليك كافلها والأمراء بها ألف ، وأجناد الحلقة بصفد ألف ، ومماليك كافلها والأمراء بها ألف ، وأجناد الحلقة بغزة ومماليك كافلها والأمراء بها ألف ، وحصرت عدة المدن بالبلاد الشمالية والديار المصرية مما تقدم ذكرها قريب ستين مدينة ، وضبط ما فى المدن من أجنادها وممن هو بخدمة نوابها من الختالة فكانت ستين ألفا، ثم كتبت قبائل العربان، فأول ما بدا بأل فضل وهم بنو نعير أربعة وعشرون ألفا، ثم عرب الحجاز بكماله أربعة وعشرون ألفا ثم أل على ألفان ، وغرب العراق ألفان، وغرب يلملم ألفان، وعرب الجزيرة الفان ، وغرب متروك ألف ، وغرب جرم ألف ، وغرب بني عقبة وغرب بني مهدى ألف ، وغرب أل أمرا ألف، وغرب جدام ألف ، وعرب العائد ألف ، وغرب فزارة ألف ، وغرب محارب ألف، وغرب قتيل ألف ، وغرب قطاب ألف ، وعربان متفرقه بالديار المصرية طوائف عديدة كل طائفة تشتمل على ما ينيف عن مائة خيال وتقدير جملتها ثلاثة ألاف ، وعرب هوارة جريدتها في الزمان المتقدم أربعة وعشرون ألفا ثم كتبت طوائف التركمان من غزة إلى الديار بكر مثل ابن قطلبك وابن كبك وابن سقلسيز وابن دلغادر وابن رمضان والأوزارية ويكدلو والبازاتية وبوزجالولار والمرعشكولار والأركية وأوج أخلو ، وبوز أخلو والإينالكة والخربندلية والكندولية والقنجولية ، وهؤلاء ينقسمون فرقا كثيرة وأصل جريدة الجميع مائة ألف وتمانون ألف خيال ، تم حسبت مقدمى العشران وهم خمسة وثلاثون مقدما وقرر عليهم خمسة وثلاثون ألف خيال ومنهم من يزيد ومنهم من ينقض ، ثم حسب جميع الأكراد ألفا، ثم حسب جميع البلاد بالوجه القبلي والبحرى من ديار المصرية ، ومن أمج إلى ديار بكر فكانت تزيد عن ثلاثة وثلاثين ألف قرية فكتب على كل قرية خيالين ، فكانت جملة ما كتب على القرى خاصة ستة وستين ألف خيال ، ثم رتب ذلك جميعه وكمله وقرره من أحسن شىء يكون ، وعملها نسختين ، ثم عرضها على السلطان، فأعجبه ذلك إلى الغاية وأنعم عليه بإنعمات كثيرة ، وصار عنده في غاية ما يكون من القرب ، ثم جهز إحدى النسخ صحبة القاصد ، وقال هذا جواب كلام مرسلك ولم يزيد على ذلك ، فلما وصل القاصد إلى مرسله وأوقفه على ما جهز صحبته فتعجب من ذلك غاية العجب ، وصار يسال من له خبرة بأحوال الممالك عن فصل فصل ، فيقولون له : كنا نظن أكثر من ذلك فاختصر ما كان فيه ، وأما تمرلنك عليه ما يستحقه ، لما جاء إلى بلاد الشمال كانت العساكر مختلفة والسلطان صغير ، ومع ذلك ما قدر على الوصول إلى الديار المصرية ، ولو أردنا وصف ديوان الجيوش المنصورة ووصف عساكره المخبورة ، على القانون والتمام ، لحصل الملال وطال الكلام وأما المشير كان قديما من المعدودين في المملكة إذا حصل مهم وأراد السلطان استشارة فيه ، استحضر أمير المؤمنين وقضاة القضاة والصاحب الوزير والأمراء مقدمى الألوف وأتابكهم ، ويكون السلطان قد لقن جميع مقصوده للمشير ، ثم يستشير الجماعة واحدا بعد واحد فكل منهم يتكلم ما عنده والمشير يعلل ، ويتكلم أيضا ما عنده ، وهم يعللونه أيضا والسلطان ساكت إلى أن يثبتوا على قول وينصرفوا عليه ، فيكون معنى المشير هنا إذا تكلم بلفظ مما لقنه السلطان سرا ، وردوه عليه أبهة للملك ، فإن الملك إذا تكلم بما فيه تعليل وردوه عليه يكون نقصا له ، وإن سكتوا يحصل الخلل فهذا فائدة المشير في الرأى والتدبير . وأما أستادار العالية له التصرف في جميع بلاد المفرد الشريف المرصدة لجوامك المماليك السلطانية ، وله التصرف أيضا فى غالب الأقاليم بطرائق عديدة ، وكان قديما للاستادارية أبهة عظيمة حتى أن بعض الاستادارية قبض عليه ، وحوسب على فائض الأموال واستخلص منه نقد عين خمسمائة ألف دينار خارجا عن آثاث ومتاع وأما قضية جمال الذين محمود مع الملك الظاهر برقوق مشهورة وكذلك قضية سعد الدين بن غراب وجمال الدين البجاسى في أيام الملك الناصر فرج ، وغير ذلك من الاستادارية . وأما ديوان المفرد فهو ديوان جليل وجهائه عديدة جارية بلدان كثيرة ، من جملتها فارسكور والمنزلة كل واحد منهما كان قديما خراجها ثلاثين ألف دينار ويستخرج في كل شهر قسط من صنف لا يشبه الأخر، قيل إن البلدان الجارية بديوان المفرد نيف عن مائة وستين بلدا، وبلد الحماية متعددة غير ذلك ، بلاد المستاجرات متعددة أيضا، وجهات الرسوم من الكشاف والولاة والشادين والمتدركين فجملة وحكى بعض الثقاة أنه اطلع على حساب أوراق بمتحصل ديوان المفرد عن سنة من عين ، وغلال وأصناف من جهات متعددة يطول شرح تفصيلها ، وصفتها في مصنفى الأصل واختصرتها هنا ولكن نذكرها جملة أما العين نيف عن أربعمائة ألف دينار ، وغلال ثلاثة أصناف قمح وفول وشعير ثلثمائة ألف أردب ، وأما الأن فلا أعلم من حاله شيئا ، وأما المقرر على ديوان المفرد الشريف تكفية جميع المماليك السلطانتة من الجوامك والعليق والأدر الشريفة ولوازمها ، وجماعة البيوتات وغير ذلك مما هو مرتب على المفرد الشريف وأما ناظر الخواص الشريفة فهو المتكلم على جميع الخواص الشريفة وجهاتها، وديوان الخواص من أجل الدواوين ، وأعلاها يعرض عليه أرخص الامتعة وأغلاها ، وله جهات عديدة من جملتها متحصل ثغر الإسكندرية المحروسة من واردى الفرنج، ومتحصل مقائضات البهار وبيع السمك البورى البطارخ ، وجهات الرسوم من أناسر متعددة والتراجمة ودار البياض ، وضمان الجمال بثغر الإسكندرية ورسم البهار الوارد من جدة إلى الطور ، ومتحصل جهات ثغر دمياط وهى متعددة من جملتها قياس القصب ومتحصل الخمس ، وضمان بحيرة السمناوية وغير ذلك ، ومتحصل فوه وبلاد البرلس ونستروة وثغر رشيد وفرع بالوجه القبلي ، وجهات حمايات ومستاجرات وقرى متعددة ودواليب وزراعات ، وفندق الكارم بمصر المحروسة ، ومتحصل المواريث الحشرية المنسوبة لأعيان الناس بالديار المصرية ، متحصل جهات أدر الضرب ، ومتحصل فرع ببروت ورسم البهار مما يوجب عليه ببدر وحنين ويويب العقبة وجسر الحساء ، ورسم القناصلة والتراجمة وله الولاء على كل من يعمل صنف خاص ، وأما ما يلزم ديوان الخاص الشريف عمل براق التجاريد الشريفة ، ومهم عيد الاضحى وتفرقة الضحايا للخاص والعام لمن ينسب إلى الملك بمقتضى ضرائب معينة ، ومهم عيد القطر والبائكة ، ومهم كساوى الأدر الشريفة من الأقمشة المذهبة المنوعة مما يطول شرح وصفه ، وكساوى المماليك السلطانية ، وتفرقة الملبوس لأركان الدوله والسادة القضاة، والموالى الأمراء وكقال الممالك لكل منهم ما يليق به بمقتضى ضرائب معينة اختصرتها هنا ، وعليه تكفية المطلوبات والصرر المقررة لأرباب الإدراك ، وحمل الحلاوي والفواكه للخاص الشريف، والأدر الشريفة وتكفية الهدايا برسم الملوك من أصناف متنوعة ، وتكفية التشاريف الشريفة لأرباب الوظائف في عيد الفطر وكذلك لكل من يستقر في وظيفة ، وكذلك للقصاد والمترددين وغير ذلك ، والتشاريف الشريفة عديدة وتتفاوت بحسب المقام والوظيفة على ما يأتى تفصيلها شعار الملك الشريف، والفوقانيات اليلبغاوية بالطرز الزركش العراض ، والأطلسينات المتمرة والكوامل الطرش والأقبية النخ بالقاقم والجبب والفوقانيات بالطرز العراض ، والأطلسينات الشدج والفوقانيات بالطرز ذراع ونصف ، ثم دون ذلك إلى أقلها والاقبية التبريزى والعفين بالطرز والطردوحش والمسمط ، وكل نوع له تفصيل بذاته وفيه العالى والدون .
وأما بقية الدواوين فعديدة نذكر ما يستحضرناه منها، وكتابة ديوان الإصطبلات الشريفة من الدواوين المعدودة له ناظر وعدة مباشرين ، وديوان الخزأنه الشريفة وله جهات عديدة وناظر وعدة مباشرين ، وديوان الأوقاف والأملاك الشريفة وجهاتها عديده وله ناظر ومباشرون، وديوان المستاجرات والحمايات الشريفة فعديدة وله ناظر ومباشرون ، وديوان الأحباس المبرورة به ما يحبس من الأرزاق ، وله ناظر ومباشرون ويكتب منه التواقيع الأحباسية ، وديوان الأشراف يضبط به جميع الأشراف وأنسابهم وأما يتعلق بهم من الأوقاف وله ناظر ومباشرون ، ورأيت لبعض نظاره عجيبة مع شريف له ذوق ، وكان حصل بينهما منازعة ، والقضية طويلة وخلاصتها أن الشريف كتب أبياتا من جملتها ، قلت لدنياى جرنت مسرفه على بني المرتضى أبى الحسن فقال كيف أصفو لطائفة أبوهم بالثلات طلقنى ودفعها إلى ناظر الأشراف ومضى إلى سبيله ، وديوان العمائر فكان قديما به ضبط عظيم يتعلق بالمهندسين وأرباب العمائر ، وبه من الأشياء المفردة والإحكامات ما يطول شرحه وله ناظر ومباشرون ، وديوان الأحواش فهو ما يضبط جميع تعلقات الشكارخاناه وله ناظر وعدة مباشرين ، وديوان الذخيرة فهو من أجل الدواوين بجمع به أموال الذخيرة من جهات متعددة وله ناظر ومباشرون ، وديوان المرتجع الذى يرتجع أمر المباشرين من جهة المنفصل والمتصل إليه يحاسب كل منهم على مستحقه ، ومن لم يكون له مطالب رجع أمر إلى السلطان وله ناظر مباشرون، وديوان الاستيفاء وهو الذى يستوفى به ما يتعين استيفاؤه وله ناظر ومباشرون ، وديوان الزكاة وهو الذى كان قديما يؤذ به الزكاة، وتحمل لبيت المال المعروف وتصرف منه ، وكان له ناظر ومباشرون ، وهو الأن متعلق بالدوله ، وعدة دواوين اختصرتها لكونها غير مشهورة الباب الخامس فى وصف أولاد الملوك ونظام الملك الشريف ونائب السلطنة الشريفة واتابك العساكر المنصورة والأمراء مقدمى الألوف والطلبخانات والعشرينات والعشروات والخمسوات بالديار المصرية أما أولاد الملوك من السلطان إلى من يطلق عليه لفظ أمير فولد السلطان يقال في حقه: نجل المقام الشريف، والبقية يقال لهم : الأسياد ولهم اللآلات يربونهم ، وكان قديم الزمان لا يظهرونهم للناس حتى يجاوزوا سبع سنين ، وكانت الطريقة أن يعلمونهم الآداب ، وكانت السلطنة والأمرة لا تخرج عنهم ، وحكى لى شخص من الثقاة يسمى المعلم بركة البيطار من أعيان أهل الحسينية كان سنه نحو مائة سنة أنه رأى مكانا بالحسينية به نحو أربعين أميرا من أولاد الملوك والأن غالبهم مهمل ، قيل: إن الأمير صلاح الدين بن غراب كان حاجب الحجاب بالديار المصرية ، وتولى نيابه السلطنة الشريفة بثغر الإسكندرية وأقام بها سبعا وثلاثين سنة وله آثار عمائر ، وكان من الشجعان تغمده الله برحمته ، وقيل: إن إبراهيم بن أمير جندار كان من الطبلخانات مشهورا بالفروسية وله حكاية مشهورة ثم استقر أميرا كبيرا بحلب المحروسة ، يقال: إنه ذح فى يوم أربعين أميرا، ومن العادة القديمة أنه إذا تولى سلطان وكان للمتقدم أولاد فلا بذ من سجنهم مخافة طريان أمر ورأيت بالطباق التى بالحوش المقدم ذكره قبل فصل الطاعون النازل في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة ما يزيد عن أربعين نفرا من أولاد أولاد السلاطين السالفين ، ثم بعد ذلك رأيت الملك الأشرف أبا النصر برسباى تغمده الله برحمته أطلقهم إلى حال سبيلهم ، وكان ذلك منه سنة حسنة وقد توفى منهم جماعة في الفصل المذكور ، فإنه كان فصلا عظيما استمر بالديار المصرية نحو أربعة أشهر حتى أن يعض الأعيان ضبط ما كان يتوفى كل يوم ، فكان نحو اثنى عشر ألفا وخمسمائة من المصليات . وأما نظام الملك لا يكون إلا إذا كان السلطان غير رشيد ويكون قد عينه بعهد من السلطان بالسلطنة ، وللنظام التصرف في تعلقات الملك خلا الأموال لكن بمراجعة السلطان، وله أبهة أميز من غيره من الأمراء ، ويحكى أنه كان في زمان بعض السلاطين طواشي يسمى كافورا الاخشيدى ، وكان أسود فوثق به الملك فلما دنت وفاة الملك عهد بالسلطأنه لولده ، وجعل الطواشي كافورا نظام الملك ، وقال في نفسه ، هذا الطواشى لا يمكن أن يكون سلطانا تم توفى السلطان فأقام ولده مدة يسيرة فى السلطنة ، فاجتهد كافور فخلعه ، والقضية في ذلك تطول وخلاصتها أن كافورا استقر سلطانا بالديار المصرية . وأما نائب السلطنة الشريفة كان قديما ينوب عن السلطان، والأمور جميعها معذوقة به ، ويعلم على القصص عوضا عن السلطان، وله أبهة عظيمة وأخر من استقر بالديار المصرية الأمير الطنبغا العثماني ، ورأيته بعد ذلك بالقدس الشريف مجاورا وهى الأن شاغرة لا يستقر بها أحد إلا إذا توجه السلطان إلى مهم من المهمات ، ويسمى نائب غيبة . وأما أنابك العساكر المنصورة فهو الأمير الكبير ، ويسمى أيضا بكلربكى لا تخلوا الديار المصرية منه ، وكان قديما له شأن عظيم ، قيل : إن الأمير يلبغا الخاصكي كان أتابكا بالديار المصرية ، وكان بخذمته ثلاثة ألاف وخمسمائة مملوك، وكان الملك الظاهر برقوق صغيرا فى ذلك الوقت ، وهو من جملتهم . وأما الأمراء مقدمي الألوف فكان عدتهم قديما أربعة وعشرين أميرا كل واحد منهم بخذمته ماتة مملوك ، وأرباب وظائف على العادة ، وهو مقدم على ألف جندى حلقة فلاجل ذلك يسمى أمير مائة مقدما على ألف ، وتدق على بابه ثمانية أحمال طلبخاناه وطبلان دهل وزمران وأربعة أنفرة والدهل والزمور المستجدة والاآتابك نظير ذلك مرين وفى الأمراء مقدمى الألوف من هو صاحب وظيفة ، ومن ليس له وظيفة سياتى بيان ذلك فى بابه وأما أمراء الطبلخانات فكان عدتهم قديما أربعين أميرا كل واحد منهم بخذمته أربعون مملوكا تدق ببابه ثلاثة أحمال طبلخاناه ونفيران، وأما الأن طبلان وزمران، ومنهم أيضا من هو صاحب وظيفة ومنهم من لا وظيفة له سيأتى بيان ذلك أيضا. وأما أمراء العشرينات فكان عدتهم قديما عشرين أميرا بخذمته كل واحد منهم عشرون مملوكا . وأما أمراء العشروات فكان عدتهم قديما خمسين أميرا بخذمته كل واحد منهم عشرة مماليك .
وأما أمراء الخمسوات ، فكان عدتهم ثلاثين أميرا بخدمة كل واحد منهم خمسة مماليك ، وفى جميع من ذكرناهم من له وظيفة ومن لا وظيفة له .
الباب السادس في وصف أرباب الوظائف مجملا زمفردا يأتي تفصيلها والأجناد القرانص والخاصكية وأجناد الحلقة المنصورة ومراكزهم ومراكز البطائق والثلج والبرد أما الصاحب الوزير وناظر الإنشاء الشريف ، وناظر الجيوش المنصورة والمشير وأمير أستادار العالية ، وناظر الخواص الشريفة وناظر الدوله الشريفة والموقعون والمباشرون تقدم وصفهم وكذلك القضاة وأما الوظائف التي تقتضى أربابها أن يكونوا من جملة مقدمى الألوف المقدم ذكرهم نذكرهم على حسب منازلهم تقدم وصف الأمير الكبير ، ثم يليه أمير سلاح ، ثم أمير مجلس ، ثم أمير دوادار الكبير ، ثم أمير أخور الكبير تم أمير رأس نوبة النوب ، تم أمير حاجب الحجاب ، ثم أمير خازندار الكبير ، ثم أمير الحاج الشريف . وأما الوظائف التي تقتضى أن يكون بها أمراء طبلخانات ، فنذكرهم أيضا على منازلهم ، وهم شاد الشربخاناه والدوادار الثاني وأمير أخور الثاني ورأس نوبة الثاني والحاجب الثاني والخازندار الثاني ونائب القلعة المنصورة والزردكاش وأمير شكار وأمير جندار ، وأما الوظائف التي تقتضى أن يكون بها من العشرينات والعشروات الدوادار الثالث ، وأمير أخور الثالث ورأس نوبة الثالث والحاجب الثالث ، واستادار الصحبة وسبعة حجاب وعشرة رؤوس لوب. وأما الوظائف التي تقتضى من يستقر فيها بغير أمرة عشرون حاجبا وأمير طبر وأمير علم ، وكاشف الطير وسواق الخاص وأمير منزل وأمراء جندارية عشرة وشاد القصر وشاد الحوش وشاد الدواوين وشاد السواقي وشاد الأسواق وشاد المراكب وشاد الخاص وشاد المستخرج وشاد الشون وشاد البيمارستان وشاد العمائر وشاد الأحباس وشاد المعاصر وشاد أدر الضرب وشاد الأوقاف وشاد السلاح خاناه وشاد القنوات وأربعون أمير أخور وعشرة زردكاشية . وأما الوظائف المفردة التي تقتضى من يكون فيها بأمره مقدم البريدية ، والمهمندار ودلال المماليك ، ومنولى القاهرة ونقيب الجيش وأما والوظائف الدينية ناظر الحسبة الشريفة ، وناظر أدر الضرب ، وناظر المحمل الشريف، وناظر الأوقاف والإمام ناظر الحسبة بمصر ، وناظر البيمارستان وناظر المفرد الشريف وناظر الأشراف ، وناظر بيت المال ومفتى دار العدل ، وناظر الميقات ، والوظائف الديوانية عديدة تقلم ذكر البعض ، وهم ناظر الإصطبلات الشريفة ، وناظر المفرد الشريف وناظر الخزأنه الشريفة ، وناظر الشكارخاناه وناظر جهات وغير ذلك ، وأما الأجناد القرانيص فهم القديمون الهجرة الموصلون بالديوان الشريف أصحاب الأرزاق الثقال المتعينون إلى الإمرة يكونون فى منزلة أمراء الخمسوات ، كان عدتهم قديما مائة نفر، وأما الأن فدون ذلك ويسمون الوغالر . وأما الخاصكية فهم الذين يلازمون السلطان في خلواته ، ويسوقون المحمل الشريف ويتعينون بكوامل الكفال ، ويجهزون فى المهمات الشريفة ، والمتعينون للأمرة والمتقربون في المملكة كان عدتهم فى أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون أربعين خاصكيا ثم ازدادوا على ذلك حتى صاروا في أيام الملك الأشرف برسباى نحو ألف خاصكيا ، ومنهم من هو صاحب وظيفة ، ومنهم من ليس له وظيفة ، فأما أصحاب الوظائف منهم عشرة دوادارية وعشرة سقاة خاص وأربعة خازندارية وسبعة رؤوس نوب جامه دارية ، وأربعة سلاحدارية خاص ، وأربعة باشمقدارية غير ذلك ، وأما بقية المماليك السلطانية قيل : كان عدتهم فى أيام الملك الظاهر بيبرس البندقدارى بعمد الله برحمته قريب من ستة عشرة ألف مملوكا منهم أصحاب وظائف، والباقي بغير وظيفة ، فأصحاب الوظائف منهم جملة مثل السقاة والسلاحدارية والطبردارية والجمقدارية والجاشكيرية والمشرفين وأمراء مشوى والبريدية والجوكندارية والكمدارية ، وسوافى الطير والجمدارية والكتابية وغير ذلك ، ويقيتهم بغير وظيفة والجميع ثلاث فرق مشتراوات ، وهم المنسوبون إلى السلطان المستقز ، وسلطانية وهم المنسوبون إلى السلاطين المتقدمة وسيفية وهم المنسوبون إلى الأمراء المتقدمين وقد تقلوا بالديوان الشريف .
وأما أجناد الحلقة المنصورة ، فكان عدتهم قديما أربعة وعشرين ألف جنديا كل ألف منهم مضاف إلى أحد الأمراء مقدمى الألوف ، وكل مائة من الألف لهم باش ونقيب ومنهم من هو بحرى يركز بالقلعة المنصورة ومنهم من يركز فى غيبة السلطان بمراكز معينة بمصر والقاهرة ومنهم من يتوجه فى المهمات الشريفة وأما مراكز البطائق التى هي بالأبراج ، فأول ما نشى ذلك من بلاد الموصل ، وحافظ عليه الخلفاء الفاطميون بمصر ، وبالغوا حتى أفردوا له ديوانا وجرائد بأنساب الحمام ، وللفاضل محى الدين عبد الظاهر في ذلك كتاب سماه تمائم الحمائم ، وأول من اعتنى به ونقله نور الذين الشهيد زنكي رحمه الله في سنة خمس وستين وخمسمائة وحصل بذلك راحة للملوك ، فأما ما كان من قلعة الجبل إلى قوص فله مدة مديدة بطال لكثرة خراب فوض ، وما هو من قلعة الجبل إلى ثغر الإسكندرية مركزين منوف العليا ودمنهور الوحش ، وما هو من قلعة الجبل إلى تغر دمياط مركزين بني عبيد وأشمون الرمان ، وأما ما هو من قلعة الجبل إلى القرات فيتشعب منه فالأول بلبيس ، ثم الصالحية ثم قطيا ثم الورادة ثم غزة وإلى القدس الشريف وإلى نابلس وإلى الخليل عليه السلام ، ثم الضافية ثم الكرك ومن غزة إلى جينين ثم إلى بيسان ثم إلى صفد ومن جينين إلى طفين، ثم إلى الصنمين ، ثم إلى دمشق ثم إلى بعلبيك وإلى قارا تم إلى حمص ثم إلى حماة ثم إلى معرة ثم إلى خان تومان ، ثم إلى حلب ثم إلى البيرة وإلى قلعة الروم وإلى بهسنا ، ثم من خلب إلى قباقب ثم منها إلى تذمر تم إلى الرحبة ، ومن دمشق إلى صيدا ، وإلى بيروت وإلى تربلة تم إلى طرابلس ، فهذه عدة الأبراج ومراكز الحمام ولها براجة وخذام وأقفاص وأبغال للتدريج ومرتبات ، وأرزاق لتصير الاخبار متصلة مساعة .
وأما مراكز الثلج من دمشق إلى قلعة الجبل مما حدث تحميله في أيام السلطان الملك الظاهر برقوق تغمده الله برجمته على الهجن ، وكان ذلك لا يحمل إلا فى البحر خاصة من الثغور الشامية ، وهى بيروت وصيدا إلى تغر دمياط المحروس ، ثم ينقل من مراكب بخر الملح إلى مراكب بخر النيل ، ثم يؤتى به إلى بولاق ، ثم ينقل على البغال إلى الشربخاناه الشريفة ، وتخزن فى صهريج ، وهو الأن يحمل فى البر، وتربيب حمله من حزيران إلى أخر تشرين الثاني ، وعدة نقلاته فى البز أحد وسبعون نقلة ويجهز مع كل نقلة يريدى بيده تذكره ومعه تلاج خبير بحمله ومداراته، والمرصد لكل نقلة خمسة جمال والمرصد فى كل مركز ستة ليكون أحدهم فصله، والمراكز من دمشق إلى الصنمين ، ثم منها إلى طفس ثم إلى أربد ثم منها إلى جينين ثم منها إلى قاقون ثم منها إلى لد منها إلى غزة ثم منها إلى العريش ، وهو أخر ما قررت إقامته على مملكه الشام خلا جينين، فإنه على صفد ثم من العريش إلى الورادة ، ثم منها إلى المطيلم ثم منها إلى قطيا ثم منها إلى الصالحية ثم منها إلى بليس ، ثم منها إلى القلعة المنصورة ، والجمال من المناخات السلطانية ، وأما البريد فهو من أربع جهات جهة إلى فوض وأسوان ، وجهة إلى ثغر الإسكندرية ، وجهة إلى تغر دمياط ، وجهة إلى الفرات نهاية حذ الملك من الشرق لكنها تتشعب شعبا يقال: إن البريد فرسخان والفرسخ ثلاثة أميال، والميل ثلاثة ألاف ذراع بالهاشمى والذراع أربعة وعشرون إصبعا والإصبع ست شعيرات ظهر كل واحد إلى بطن الأخرى والشعيرة ست شعرات من ذنب بغل ، فأما جهة فوض وأسوان فمن مركز قلعة الجبل المنصورة إلى برنشت ، تم إلى منية القائد ثم إلى ونا إلى سياتم ثم إلى دهروت ثم إلى أقلوسنا تم إلى منة ابن خصيب ثم إلى الأشمونين ثم إلى ديروط الشريف ثم إلى المنهى ثم إلى منفلوط ثم إلى طما ثم إلى المراغة ثم إلى بلنسون ثم إلى جرجة ثم إلى البلينة ثم إلى هو ثم إلى الكوم الأحمر ثم إلى خان الدرنبا ثم إلى فوض ثم إلى الهجرة ثم إلى أيدوا تم إلى أسوان ، وقيل: إنه بريدان ثم إلى عيذاب، ومنها إلى أخر الإقليم ليس ببرد سلطانية ، وأما الجهة التي إلى ثغر الإسكندرية فهى على قسمين ، قسم يسمى الطريق الوسطى يشق من العامر ، يمر بالقرى من قلعة الجبل المنصورة إلى قليوب . ثم إلى منوف ثم إلى مخلة المرحوم تم إلى النحرارية ثم إلى التركمانية ثم إلى ثغر الإسكندرية ، والطريق الأخرى وهى الأخذة على البر، وتسمى طريق الحاجر ، وهى من قلعة الجبل المنصورة إلى جزيرة القط ، ثم إلى وردان ثم إلى الطرانه ثم إلى زاوية مبارك ثم إلى مدينة دمنهور ثم إلى لوقين ثم إلى ثغر الإسكندرية ، وأما طريق دمياط فتشغب من السعدية الأتى ذكرها إلى بينونة ، ثم إلى أشمون الرمان ثم إلى فارسكور تم إلى ثغر دمياط ، وأما الجهة الأخذة من قلعة الجبل المنصورة ثم إلى الغرابنى ثم إلى قطيا ثم إلى معن ثم إلى المطيلب ثم إلى السوادة ثم إلى الونادة ثم إلى بثر القاضى ثم إلى العريش ثم إلى الخروية ثم إلى الزعقة ثم إلى رفح ثم إلى السلقة ثم إلى غزة وطريق الكرك من غزة إلى بلاقس ثم إلى حبرون ثم إلى جبنا تم إلى الزوير ثم إلى الصافية ثم إلى الحفر ثم إلى الكرك ومن كرك إلى الشوبك ثلاثة مراكز ، وأما طريق دمشق من غزة إلى جينين ثم إلى بيت دراس تم إلى لذ تم إلى العوجا إلى الطيرة ثم إلى قاقون تم إلى فحمة ثم إلى جينين ثم إلى حطين ثم إلى زرعين ثم إلى عين جالوت ثم إلى بيسان ثم إلى أريد ثم إلى طفس إلى رأس الماء ثم إلى الصنمين ثم إلى غباغب ثم إلى الكسوة ثم إلى دمشق ، ثم من دمشق تتشعب المراكز فطريق البيرة منها إلى القيصر تم إلى القطيفة ثم إلى الافتراق ثم إلى القسطل ثم إلى قارا ثم إلى الغسوله ، ثم تتشعب الطريق إلى طرابلس سياتى ذكرها ، تم من الغسوله إلى سمسين ثم إلى حمض ثم تتشعب الطريق إلى جعبر سياتى ذكرها ، ثم من حمص إلى الرستن ثم إلى حماة ثم إلى لطمين ثم إلى جرابلس ثم إلى المعرة ثم إلى أبعد تم إلى أمار تم إلى قنسرين ثم إلى حلب ثم إلى الباب ثم إلى بيت برة تم إلى البيرة والطريق تتوجه إلى جعبر من حمص إلى المصنع تم إلى القرنين ثم إلى البيضاء ثم إلى تدمر تم إلى كريد ثم إلى السخنة ثم إلى قبقب ثم إلى كوامل ثم إلى الرحبة ، وأما ما كان من دمشق إلى صفد فمنها إلى البريج ثم إلى القلوس ثم إلى الأرينبة ثم إلى نعران ثم إلى جب يوسف ثم إلى صفد، ومن دمشق أيضا إلى خان ميسلون إلى حرين وهناك طريقان أحداهما إلى صيدا ، والاخرى إلى بعلبك ومن صيدا إلى بيروت ، وطريق بعلبك من دمشق إلى الزبداني ، ومن الزبداني إلى بورا ثم إلى بعلبك ، وأما طريق طرابلس فمن الغسوله إلى قدس ثم إلى أقمر ثم إلى العشراء ثم إلى العرقاء ثم إلى طرابلس ، وأما طريق الكرك من دمشق فمنها إلى القتيبة ثم إلى البردية ثم إلى البرج الأبض ثم إلى حسبان ثم إلى قنبس ثم إلى ديبان ثم إلى قاطع الموجب ثم إلى الصفرة ثم إلى الكرك ، وأما ما كان من حلب إلى أخر المعاملة فمنها إلى السموقه ثم إلى استدرا تم إلى بيت الفار تم إلى عين تاب ، ومنها إلى قلعة المسلمين ثلاثة برد ليس بسلطانية، ثم من عين تاب إلى دير كون ثم إلى قونا ثم إلى غربان، ثم إلى بهسنا ومن بهسنا إلى القيسارية سبعة برد ليس بسلطانية ، وكانت الخيول بالبرد متعددة إلى أيام الملك المؤيد أبى النصر شيخ المحمودى تغمده الله يرحمته الباب السابع في وصف الأدر الشريفة وزمامها والطواشية وخدام الستارة ووصف الخزانه والسلاح شاناه والحواصل الشريفة والتون والأهراء وجهات ذلك ومتحصلة ومصروفة أما الأدر الشريفة تقدم وصف القياع التى تختص بسكناهم ، والعادة القديمة أن الخوانذات تكون أربع لا يطلق في حق أحد من النسوة لفظ خوند إلا إذا كانت زوجة السلطان ، ولهن أبهة عظيمة في ذاتهن ولو أردنا وصف ملبوس كل منهن وتجمل بيوتهن لاحتاجنا إلى عدة مجلدات ، وخلاصة القضية أن إحدى الخوندات توقت في أيام بعض السلاطين فضبط موجودها ، فكان نيفا وستمائة ألف دينار ، واتفق في أيام الملك الأشرف أنه قصد ضبط عائلة خوند جلبان ، فكانوا نيفا عن سبعمائة نفر، وحكم إن بعض الخوندات نصبت القاعة الكبرى المعروفة بالعواميد ، فكان من جملتها مواعين من ذهب وفضة ، وبشاخين مزركشة مرضعة ، وتخوت مفضضة وتخت مرضع مذهب، وغير ذلك من الآلات العجيبة ، ومنارة من ذهب عليها جوهرة تضىء بالليل ، وأما السرارى فكان عدتهم قديما أربعين سرية كل واحدة منهن لها حشم وخدم وجوار وطواشية ، وأما بقية الجوارى بالأدر الشريفة فهن جملة مستكثرة من جميع الأجناس وفيهن أيضا من هي صاحبة وظيفة وللآدر الشريفة بلأنات ومراضع ودادات معينة، وأما زمام الأدر الشريفة فهو طواشى أدؤب عارف ، وسمى زماما لأن تعلق جميع الأدر الشريفة بيده وهو من أعيان أمراء الطبلخانات ، وعنده الكنانية بالقلعة المنصورة يتصرفون فى الأشغال وله شأن وأبهة ، وأما الطواشية فهم جملة وينقسمون إلى أقسام أجلهم مقدم المماليك السلطانية ، قسم سواقون بالطباق وقسم على الأبواب ، وقسم كنانية ، وقسم على باب الستارة . قيل : كان عدتهم قديما ستمائة طواشى ، وأما خذام الستارة فعديدة كالبوابين والحوائجح كاشية ، ومن هو مرصد لتقاضى الأشغال ، وسقائين وغير ذلك . وأما وصف الخزانه الشريفة فهى من الغرائب، وبها عدة خزائن وبها عدة صناديق مملؤة بالفصوص والجواهر وأصناف ذلك ، وأوان من ذهب وفضة وسروج ذهب ، وكنابيش زركش وطرز زركش ، وحوائص ذهب وأمتعة حسنة من كل نوع ، وأكياس مكيسة ذهب ، وفضة ومن كل صنف يطلب حاصل بها وأما السلاح خاناه فهى عجيبة من العجائب بها من جميع آلات السلاح من كل نوع يطلب ، وبها صناع كل صف يعلمون لا يبطل منهم أحد، وأوصافها كثيرة اختصرتها خوف الإطالة .
وأما الحواصل الشريفة فهى التى يساق بها خاصل كل صنف كالبهار ، وأنواع متنوعة من كل صنف ، والأخشاب والأقصاب والحديد والكودة وما أشبه ذلك مما يطول وصفه ، وأما الشون والأهراء فهى عجيبة من عجائب الدنيا لأن الشون يوضع بها ما يستعمل من الغلال والأحطاب والاتبان وما أشبه ذلك ، والأهراء يوضع بها ما يخزن من الغلال المتنوعة لا تفتح إلا عند الضرورة ، كان الملك الأشرف حجر على بيع الغلال ، حتى إن كل من قصد بيع غلة حملها إلى الأهراء وقبض تمنها ، ثم أنه حصل غلاء فأبيع من الأهراء جملة فحسبت فائدة ذلك فكانت ثلاثمائة ألف دينار ، ولها مركب تعرف بالدرمونة ، قيل : أنها تحمل خمسة ألاف أردت ، ولم أحزر ذلك تحول الغلال إليها وهى كبيرة جدا وكذلك مراكب كثيرة تحول الغلال ، وتفتح الأهراء فى كل حين ويصرف منها ما يقتضي صرفه .
الباب الثامن في وصف البيوتات والمطبع والإصطبلات الشريفة وما بها من الآلات على حسب الاختصار ووصف الشكارخاناه والسرحات والصيد والأحواش على ما يأتي تفصيل ذلك أما البيوتات فهى الشربخاناه التى توضع بها الأشربة والسكر والحلوا والعقاقير والفواكه وما أشبه ذلك ، ولها مهتار وعدة شرابدارية ، وأما الطشتخاناه فهى التى به الملبوس الشريفة والأقمشة ، وتغسل فيها الثياب ، وبها آلات كثيرة يطول شرح وصفها ، ولها مهتار وعدة طشتدارية ورختوانية وأما الركبخاناه فهى التى توضع بها آلات الخيط مما تدعو الضرورة إليه : قيل: إن عدة ما بالركبخاناه مما تحتاج الضرورة إليه ثلاثة ألافي قطعة مختلفة الأسماء والألوان ، ولها مهتار وركابدارية وسنجقدارية ومهمزدارية وقراغلامية، وغلمان مماليك ونقباء غلمان، والجميع من تعلقات الإصطبل الأنى ذكره ، وأما الفراش خاناه فهى التى بها الخيم والبسط والاسمطة والقناديل ، وما أشبه ذلك ، ولها مهتار وعدة فراشين، وعموله عليهم الكنس والبسط والخدمة ومذ الاسمطة ، وأما الطبلخاناه بها من الكوسات التى تدق على باب السلطان أربعون حملا وأربعة طبل دهول وأربعة زمور وعشرون نفيرا، ولها مهتار وبها عدة خذام ، وأما المطبخ فهو معروف لا تنتفى النار منه أبدا تطبخ فيه الاسمطة المتنوعة ، ونذكر بعض أسماء الأطعمة ، مأمونية ، خيطية، سفرجلية ، رمانية، زيرباج ، مسكية ، أرز مفلفل ، دنارشتة ، فلقاس ثلاثة ألوان ، حب رمان لونين ، شيشن بورك لونين ، أقسماوية رومية ، نرجسية ، محمصة ، سادجة ، مسكوبة، بورانية، معرفة فقاعية، قرطمية ، حرمزة توفرية ، مكمور ، مرقدة حصرمية ، كبرينية ، كمونية ، سنبوسك لونين ، هليونية ، فولية ، هريسية لونين ، بستانية ، لبنية ، سماقية، ملوخية ، قرعية لونين يامية لونين ، كرنب سبعة ألوان ، كشك مسبع قلوبية ، ممزجة قرنفلية ، مشمشة ، ريباسية ، صلما مصلوقة ، هندية ، زركوشتى ، مطجن ، مشوى ، بصما مقلى ، رشتا وغير ذلك ، ويه من الآلات العجيبة وله طباخ ومرقدارية وصبيان ، وأما الإصطبلات الشريفة فهى متعددة إصطبل الخاص الشريف الذى به المراكيب الشريفة ، وإصطبل الحجورة التى ينتخب منها للعب الكرة ، وإصطبل البيمارستان الذى يوضع به الخيول الضعاف ، وإصطبل الجوق الذى به خيول الخرج للمماليك الكتابية ، وإصطبل البغال ، وإصطبل البريد ، والمناخ الذى به الجمال البخاتي والذى به الجمال النفر فهو مضاف إلى الإصطبلات الشريفة وكذلك إصطبلى الهجن والنياق ، وإصطبل الفيل فهو من جملة الإصطبلات الشريفة ، وكذلك إصطبل السباع وإصطبل الدشار ، وقد تقدم وصف الركبخاناه وما بها ، وأما بقية ما يتعلق بالإصطبل من الوظائف فالأوجاقية ، كانوا قديما جملة مستكثرة ، قيل : كانوا ثمانمائة نفر ولهم رؤوس باشات ، ومنهم أوجاقية الخاص ستة عشر نفرا، والسلاخورية وسواقى البريد ، والشحن الذى على المناخات والسروانية والجمالة والنفرية ، والعرب الذين يركبون المسايرات كان عدتهم ثلاثمائة نفر الخاص منهم ثلاثون نفرا، والسواس وسواس الخاص ، والهجانه الذى يتعلق بهم الهجن كان عدتهم أيضا قديما ثلاثمائة نفر، ومكارية البغال والدشارية والبياطرة والسقاءون والحول ، وغير ذلك مما يطول شرحه والمتكلم على ذلك جميعه أمير أخور كبير وأما وصف الشكارخاناه فهى التى تتعلق بالطيور والمتكلم عليها أمير شكار ، وبها من الآلات ما يطول شرحه ، ونبتن أسماء الطيور الجوارح ، فالشائع عند الناس أن سلطان الطيور إنما هو العقاب ، وفى الحقيقة إنما هو السنقر لأنه أمير الطيور حتى أنه إذا كان شبعانا ورأى طيرا وثب عليه بخلاف بقية الجوارح ، والكوهية دونه والباز دون الكوهية ، والشاهن على هيئة الكوهية لكن بينهما فرق، والضيفية دون ذلك ، والصقر على نوعين أحسنهما الكبيد والسقارة دون ذلك ، والباشق والقطامي فهم أدق الجوارح ، وكل من هؤلاء ذكر وأنثى ، وأما طيور الواجب فهي أربعة عشر صنفا منها ثمانية تحمل بأعناقها عند الصيد ، وستة تحمل بأسباقها ، فالثمانية الأولى هى الثم والكى والأوز الخبن والأنيسة والأوز اللغلغ والحبرج والنسر والعقاب، وأما السنة التي تشال بسيوقها فهي الكركى والغرنوق والصوغ والمرزم والشيطر والعناز ، وبقية الطيور فأصناف متعددة جدا يطول شرحها، ولها جرائد بديوان الشكارخاناه ، ولها جماعة خواتدارية ومعلمين وطعمدارية وبازدارية وأما السرحات والصيد فهى في أيام الربيع يسرح السلطان عدة مرار، وجميع الأعيان بخدمتة بالموكب الكامل إلى مواضع مخصوصة فيرمى الطيور على الكركي والجيش خلقة ويكون الصيد على قدر الفتح ، مما اتفق في أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون أرمى رماية البركة ، وكان بالشكارخاناه صقر يسمى لعياط ما رمى قط إلا وصاد، فأخذه على يده على العادة في يوم الخميس سابع ذى القعدة أحد شهور سنة أربعين وسبعمائة ، وأرماه في جملة الرماية فلم يصد ذلك الطير ولا غيره في تلك الرماية ، فسال السلطان عن الصقر المذكور فلم يجدوه فتوهم في نفسه أنه هرب ، وعاد وهو منقبض الخاطر أولا لعدم الصيد ، وثانيا لهرب الصقر فلما كان خامس عشر ذى القعدة ورد هجان من دمشق المحروسة ، وتمثل بالمواقف الشريفة ، ومعه كركن مقدد وطير على يده ، وقدم ما معه من المطالعة ، فقرأها كاتب السر ناشئة من كافل الشأم يقبل الأرض ، وينهى أنه يوم الخميس المبارك سابع ذى القعدة بعد صلاة الظهر ، حضر جماعة من أهل دمشق وأخبروا أنهم وجدوا طيرا منقضا على كركن بجامع بنى أمية، فمسكوهما وأحضروهما فديح المملوك الكركى وغث الطير منه ، وجوف الكركي وملحه وجهزهما لخدمة الشكارخاناه الشريفة فأنعم السلطان على كافل الشأم المحروسة بفرس مشدود ملجوم بسرج ذهب وكنبوش زركش وريش وخلعة وعلى الهجان المذكور بمائة أفلورى وعلى من أحضر الطير لكافل الشام بمائة أفلورى وكان كافل الشأم عرف أنه من طيور الشكارخاناه الشريفة لما رأه برجله من اللوح الذهب المنقوش عليه اسم السلطان، والسرحات متعددة بأماكن معينة ، وصفة الصيد والات الشكارخاناه وما ينسب إليها يطول شرحها ، وأما الأحواش فهي عديدة بكل إقليم من أقاليم الديار المصرية حوش يشتمل على عدة شباك ، وصيادون يصطادون من جميع أصناف الطيور ، حكى جماعة صيادى العياش أنهم جدبوا في ضربة واحدة ثمانمائة بطة والشبكة الكاملة طولها مائة وعشرون ذراعا بالمصرى ، يجذبها ستة عشر نفرا، ومن جملة الأحواش حوشان جاريان بديوان الشكارخاناه الشريفة وبقية الأحواش كل حوش منها جار بديوان أمير من مقدمى الألوف أصحاب الوظائف يحملون ما عليهم من الخراج والصيد ، ووصف الأحواش كثير اختصرتها خوف الإطالة
Shafi da ba'a sani ba