Zubdat abin tunani a tarihin hijira
زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة
Nau'ikan
سنة سبع وسبع ماية
استاذ الدار لامور كانت قد أوغرت صدره وشغلت سره وهيجت فكره فامتنع من العلايم فارسل يعاتبهما على ما بلغه عنهما من الجرائم فقالا نحن في خدمتك والاستمرار على طاعتك وتردد بينهم الامير سيف الدين بكتمر امير جاندار عامة ذلك النهار ولما جن الليل بلغ السلطان أن جماعة من الأمراء ركبوا في سوق الخيل فاستشاط و غضبا وخرج اليهم بعض الاوشاقية فقيل انه اتفقت بينهم مراماة وترددت بينهم الرسائل على لسان الأمير جمال الدين اقوش الموصلي والامير سيف الدين كراي المنصوري والامير بها الدين يعقوبا الشهرزوري واخذوا يروضونه والتمسوا منه تسليم بعض المماليك السلطانية والخاصكيه الجوانية لانهم توهموا انهم كانوا السبب في هذه القضية والساعين في تغيير الباطن وافساد الطوية فسلك السلطان في ذلك سبيل السياسة واحكم سبب الرياسة وفعل ما لا تفعله الكهول ولا تدركه العقول وحمل المضض على نفسه وسلم اليهم الذين طلبوهم من خواصه وهم بيغا التركماني وخاص ترك وبينمر وسيروهم إلى القدس الشريف طردا وابعادا وابراقا عليهم وارعادا .
لتزول الأثرة وتنجلي القمرة وكان من الصواب ست ما استفتحه الشر من الأبواب فلم يقبلوا وكان الحزم لو فعلوا ثم لما أقام بيغا التركماني بالقدس علموا أن الرشاد فيما قلته والصواب فيما رايته فاستدعوه إلى الديار المصرية واحضروه الى الابواب السلطانية فعاد و به مرض السل فلم يمكث أن دعاه داعي الحمام قلباه واخترم في غضاضته وصباه فامر السلطان بان ييني له من موجوده تربة ويعمل عليه مشهد وقبة ويوقف له وقف دايم الاستمرار و كان ذلك من اعظم المبار.
Shafi 392